تعليق على مقالة المدعو ( محمد المرابطي اليفرني !! )

mainThumb

08-07-2013 01:30 PM

كتب المدعو ( المرابطي اليفرني !! ) مقالة بعنوان ( الرد على الترباني الملبس اللعاب الجاهل بأصول وقواعد الانساب !! ) يثبت فيها نسب العلامة السلفي تقي الدين الهلالي ، وقد أظهر في مقالته جهله المدقع في هذا العلم الشريف ، بل قد سبك قواعد في مقالته ثم نقضها في نفس المقالة !! مما يدل على التطفل على هذا العلم   .

وسوف اعلق بتعليقات على وجه الإيجاز ، ولا أريد أن أفصل واستطرد لأن وقتنا أغلى من تخرصاته ، فهذا اليفرني !! من عصارة مشهور المحسيري الذي يحشر أنفه في كل فن وأخشى أن نسمع يوماً أنه يؤلف هو وتلاميذه في علم الميكانيك والهندسة والطب والفلك !!




قال المدعو ( المرابطي اليفرني ) في مقالته : (  فنفى هذا الترباني النسب الحسيني للشخ الهلالي رحمه الله بمجرد انتماء والده للصوفية ) !!

قلت : هذا كذب ! إنما ذكرت هذه المسألة من الشواهد في بطلان نسب العلامة السلفي الهلالي ، ولم أبنِ الحكم عليها ، إنما بنيت كلامي على أقوال النسابين المحققين في عقب موسى الكاظم ، ولو سلّمنا جدلاً لزعمه ، فهذا أمر معروف فمنهج الصوفية من أصولهم وقواعدهم انتحال النسب الشريف وهذا عبدالله الهرري الصوفي القبوري أصبح من بني عبدالدار من سدنة الكعبة وما هو إلا زنجيٌّ خبيثٌ  .

قال المدعو ( المرابطي اليفرني ) : (و في المقابل نجد الترباني في طيات بحثه المفلس يستدل بعلم من أعلام الروافض ليبطل نسب الشيخ إلى آل البيت ألا وهو ابن عنبة الإمامي الرافضي فانظر إلى هذا التناقض المريع نسأل الله تعالى أن يلهمنا الإنصاف في الأحكام .) .

قلت : لجهل المدعو ( اليفرني !! )  في هذا الفن ، أصبح يتخبط كمن أصابه المس !! فابن عنبة رافضي وهذا معروف ولم تأتِ بجديد ، لكنه محقق نسابة في هذا المجال وكل من غاص في الأنساب عرف ذلك .

لاسيما أن الاستشهاد بالكفار وأهل البدع في الأنساب جائز ، فهذا الكلبي والواقدي من أهل الكذب وهم من علماء الأنساب ويستشهد بهم في النسب ، بل أكثر من تكلم على أنساب قبائلنا العربية المعاصرة هم الرحالة وجلٌّهم من الصوفية  ، وكذلك المستشرقون الكفار دونوا أخبار قبائلنا ، ولولا هؤلاء لأصبح أمرُ قبائلنا نسياً منسياً !!


ولو جئنا إلى الشعر الجاهلي وأردنا أن نطبق عليه منهج الجرح والتعديل ، سنرفض معظم هذه الأشعار ونهدمها بفأس طه حسين المعوج ! 

ولبعد المدعو ( اليفرني !! ) عن قواعد علم  الأنساب (( دَحَشَ !! ))  أنفه كما فعل شيخه المحسيري في ما لا يعرفه ! فالمرويات التاريخية والنسبية لها قواعد وأصول ، فالمسائل التاريخية إذا كانت مبنية على ( مدح أو ذم ) فهنا ننزل قواعد الجرح والتعديل على هذه الروايات ، وأكثر المؤرخين غفلوا عن هذه النقطة وأصبحوا يروون الغث والسمين وخاصة في ما يقدح في دولة بني أمية الإسلامية الكبرى .

أما الروايات التي تتعلق بالأنساب فتؤخذ من الكل ( سني ، مبتدع ، كافر ) ما لم يُعْهَدْ عنه الكذب في هذا الفن ، وتساق إلى منهج الغربلة ويتم الترجيح بينها ، ونضرب مثالاً كي يتضح المقال :

المستشرقون الكفار كتبوا عن أخبار قبائلنا في فترة لم يُدَوِّنْ أحدٌ من العرب أخبار هذه القبائل المعاصرة ، والمستشرق يدون ما يسمعه من أفواه هذه القبائل لاسيما أنهم  جواسيس  لدولهم ، والجاسوس مهنته إيصال المعلومة بدقة وتحري وهذا ما سلكه المستشرقون في تدوين أخبار قبائلنا المعاصرة.

وعلى منهج المدعو ( اليفرني !! ) فنهدم كل ما دونه لنا هؤلاء ونهدم الشعر الجاهلي على منهج طه حسين !!


والغريب في تناقض هؤلاء أنهم في أمور دينهم ينادون للمنهج الواسع الأفيح !! من الاستفادة من الخوارج كـ ( المغراوي وابي شقرة ومحمد حسان والمأربي ، وأبي غدة والأفغاني وسيد قطب ..... الخ ) وعند علوم الأنساب  يُضَيِّقُ الحلقة جداً ويجعل الاستشهاد فيها فقط من السني !!

وقد كذب في دعواه كما كذب شيخه المحسيري والحلبي في أمور كثيرة ، فاسمع لهذا الدعي اليفرني ماذا يقول : (المبحث السابع : التحقيق في ولد موسى المحدث و عددهم و أعقابهم :  و بعد هذا الكلام المقعد في التعامل مع الأنساب نرجع إلى موضوعنا فنقول : و أما موسى وهو المحدث بن اسماعيل بن موسى الكاظم فقد اختلف علماء الأنساب في عدد ولده و في المعقبين منهم و إليك أمثلة ذلك و كلهم من أهل السنة  ) .

قلت : فقد ذكر هذا المدعو اليفرني في مقالته أن المذكورين ( كلهم من أهل السنة ) ولنسلط الضوء على بعض من ذكرهم أنهم من أهل السنة :

1ـ ضامن بن شدقم : جاء في ( أعيان الشيعة ) (7/ 392).
2ـ اسماعيل بن الحسين الازورقاني . من الشيعة ، جاء في مجلة ( تراثنا ـ الرافضية ـ ) : (   الفخري في أنساب الطالبيين تأليف: القاضي النسابة السيد عزيز الدين أبي طالب إسماعيل بن الحسين ابن محمد المروزي الأزورقاني (572 - بعد 614 ه‍ (.
صدر الكتاب مع مقدمة لسماحة آية الله العظمى السيد المرعشي في ترجمة المؤلف باسم  الضوء البدري في حياة صاحب الفخري .
تحقيق: السيد مهدي الرجائي. .. ) .

أما تستحي من الله أيها الكذاب ؟!

وقد بنى اليفرني رده على استشهادي بابن عنبة لأنه رافضي ، ثم يقع في تناقض مضحك كاستشهاده بالصوفية كـ ( الرحالة أحمد الدرعي الناصري والجزولي . ) وكذلك ابن شدقم والازورقاني وهم من الشيعة !!  الله المستعان   .

وقال  المدعو ( اليفرني ) في مقالته  عن الرحالة أحمد الدرعي الناصري الصوفي : (وهو متمرس في هذا الميدان ) !!


فجزاك الله خيراً ، فقد وضعت عصاك معنا !! واعترفت أن علم الأنساب يؤخذ عن المبتدعة إذا كان متمرساً فيه ، وأزيدك أن ابن عنبة متمرس ومرجع في أنساب آل البيت  أكثر من شيخك الدرعي الصوفي !!



قال المدعو ( اليفرني !! ) : ( فانظر إلى جرأة هذا الرجل القماش يثبت شيئا قد نفاه الشيخ الهلالي فينسب الشيخ إلى بني هلال و يرفع عنه النسب العلوي فالله المستعان فعجبا لهذا الترباني ترب الله وجهه و يا لجرأته في الطعن في الأنساب و خاصة أهل البيت بسبب الخلاف المنهجي الذي بينه و بين شخنا مشهور فالله المستعان .) .


قلت : نحن لم نتكلم في نسب العلامة السلفي الهلالي ـ رحمه الله ـ من أجل الخلاف مع مشهور ، بل نحن نعرف أن الهلالي ـ رحمه الله ـ ليس من آل البيت وهذا الذي دفعنا أن نرد على جهل شيخك المحسيري مشهور القماش !

ونشهد الله أننا نحب أن يكون العلامة السلفي الهلالي ـ رحمه الله ـ من آل البيت ولكن قواعد هذا العلم عزيزة .




 قال المدعو ( اليفرني !! ) : (و كان عليه أيضا أن يستعمل قواعد النسب التي يستعملها علماء هذا الميدان و هي كثيرة جدا حتى إن لم يثبت عنده وجود ولد باسم إدريس في ولد موسى المحدث بن إسماعيل بن موسى الكاظم فقد يكون هناك خطأ في النسخ أو سقط في العمود أو غير ذلك  ) .

قلت : فالسقط والاضطراب يخدش في العمود ودليل تناقضه وبطلانه ، وعلى منهجه تطبيق قواعد الجرح والتعديل فـ ( الاضطراب ) جرح وكذلك ( السقط ) ، فهذا مؤرخ عصره الإمام الذهبي أسقط نسب الحافظ ابن دحية الكلبي بالسقط والاضطراب وعجمة الأسماء في العمود النسبي  كما في ( الميزان في نقد الرجال ) ( 3/186) : ( عمر بن الحسن أبو الخطاب بن دحية الأندلسي المحدث متهم في نقله مع أنه كان من أوعية العلم ، دخل فيما لا يعنيه من ذلك أنه نسب نفسه فقال : عمر بن حسن بن علي بن فرح بن خلف بن قومس بن مزلال بن ملاك بن احمد بن بدر بن دحية بن خليفة الكلبي ، فهذا نسب باطل لوجوه :

احدهما : أن دحية لم يعقب .
الثاني : أن على هؤلاء لوائح البربرية .
وثالثها : بتقدير وجود ذلك سقط منه أباء فلا يمكن أن يكون بينه وبينه عشر أنفس(. .

أم أن مؤرخك الدرعي الناصري الصوفي أعلم وأتقى من مؤرخ الإسلام الذهبي ؟!!!



قال المدعو ( اليفرني !! ) في رده على النسابة الفخر الرازي : (  ذكر الفخر الرازي الذي توفي بعد 606 هـ في الشجرة المباركة ان العقب في 5 فقط وهم : الحسن و الحسين و إسماعيل و جعفر و محمد و نفى النسب عمن انتسب لعلي فقال :(وقد انتمى إلى موسى بن إسماعيل بعض أهل البلخ من جهة ابن آخر اسمه علي بن موسى بن إسماعيل. منهم: السيد الصكاك المعروف بجلال الدين الموسوي، وصار نقيبا ببلخ، واسمه علي بن محمد بن علي المذكور، وفيهم كثرة. والظاهر بطلان هذا النسب ) و الصحيح أن النسب ثابت لإثباته من قبل النسابين الذين سبقوا الفخر الرازي كما قلت و المثبت مقدم على النافي حسب قاعدة الأنساب المعروفة .) .

قلت : يتطاول اليفرني!!  على قامة كبيرة في الأنساب والمختصين والمتمرسين في أنساب آل البيت ، ويخطئه بدون حجة وبرهان !! إنما على قاعدة ( المثبت مقدم على النافي ! ) .

وقد بين هذه القاعدة بشكل جلي الإمام الذهبي عند ترجمة ( مجنون ليلى ) كما في ( سير أعلام النبلاء ) ( 4/3 ) : ( وقد أنكر بعضهم ليلى والمجنون !! وهذا دفع بالصدر ، فما من يعلم حجة على من عنده علم ولا المثبت كالنافي ، لكن إذا كان المثبت لشيئ شبه خرافة والنافي ليس غرضه دفع الحق فهنا النافي مقدم ، وهنا تقع المكابرة وتسكب العبرة ) .

فهل المختصون بأنساب آل البيت كـ ( ابن عنبة والفخر الرازي وابن نصر البخاري ... وغيرهم ) ممن نفى وجود ابن اسمه ادريس من سلالة موسى الكاظم  غرضهم دفع الحق والطعن في أنساب الخلق ؟!


ونحن نشهد الله على حبنا للعلامة السلفي تقي الدين الهلالي ونبغض من يبغضه ولكن المسألة مسألة علم .


قال المدعو ( اليفرني !! ) : ( فالنسب يبقى صحيحا لشهرته و استفاضته و هذا هو المعتمد في الأنساب كما قال غير واحد من علماء النسب .) !!

قلت : يجهل المدعو ( اليفرني !! ) بأن للشهرة ضوابط وشروطاً ، وعلى منهجه الأعواج فإن بني القداح اليهود من آل البيت لأن نسبهم سار به الركبان على أنهم من الأشراف !!

بل لو اطلعنا على قبائلنا المعاصرة كـ ( بني خالد ـ القبيلة العزيزة ـ ) من موروثهم والمشهور عندهم وعند من جاورهم بأنهم من سلالة خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ ومع ذلك فنسابة قريش مجمعون على انقطاع عقب خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ فهل هؤلاء في منهجك تنسبهم لمن لا عقب له بمجرد الشهرة ؟!!!!!

فإن للشهرة ضوابط كما أسلفنا وقد قال جعفر لبني المتوفى سنة ( 1340 للهجرة ) : (إن الشهادة على النسب شرعا يجوز أن تكون على التسامع والشهرة ، وقد يشتهر الإنسان أنه من قوم وهو مولى لهم أو خادم وهو مشاهد في زماننا .. ) .

فالشهرة قد تتولد في مكان آخر غير المكان الأصلي ، فقد يشتهر المرء في بلده الأصلي بأنه قحطاني وحين ينزل بلد آخر يزعم الشرف فيشتهر نسبه المزعوم هذا في البلد الذي نزل فيه .


قال المدعو ( اليفرني ) : (  و كان عليه أيضا أن يستعمل قواعد النسب التي يستعملها علماء هذا الميدان و هي كثيرة جدا  ) !! .

قلت : فهلا نصحت شيخك المحسيري أن يأخذ بقواعد النسب عند الترجمة .


ولن أتوسع في الرد على المدعو ( اليفرني ) لأن وقتنا لا يسمح لنا أن نجاري المحسيري الحواش وأذنابه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد