أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 6

mainThumb

04-12-2013 10:03 AM

 " النموذج الآخر للإمبراطوريات المهزومة "

في مقالها " تائهون في متاهة" ، الذي نشرته الكاتبة "مورين داود" في صحيفة " نيويورك تايمز" في 30 يوليو 2010 ، أشارت الى أن :" شلال التسريبات بشأن أفغانستان تؤكد على  الحقيقة المروعة ، وهي أننا لا نسيطر على الأمور"، ونوهت الكاتبة الى انه : "في جلسة المصادقة على تعيين الجنرال " جيمس ماتيس" امام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ ، بعدما حل محل الجنرال " ديفيد بيترايوس" ، حذر من أن تنظيم القاعدة والحركات الشيطانية التابعة له تمثل خطرا صارخا في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى " ، واثناء النقاش حول تمويل الحرب على أفغانستان ، حذر العضو الديمقراطي بمجلس النواب "جيم ماكجفرين" من " أننا في متاهة ضخمة من دون معرفة طريق الخروج"، وأخبر ، وفق ما نقلته الكاتبة الأمريكية " مورين داود" ، "كارل هولس" من صحيفة "تايمز" انه:" تم وضع جميع أجزاء اللغز معا ، لكنها ليست صورة جميلة ، في الحقيقة الأمور قبيحة هناك " ،اما صحيفة" واشنطن تايمز" فأشارت في 9تموز 2013  الى أن :"الولايات المتحدة لا تزال غارقة في مستنقع الحرب الأفغانية التي كبدت الأمريكيين تكلفة مذهلة في الدم والمال " ، وأوضحت :" أن إدارة الرئيس الأمريكي " باراك اوباما" وافقت على اجراء مفاوضات سلام رسمية مع خصمها اللدود في أفغانستان "حركة طالبان" ،وفي مقال للكاتب "براهما تشيلاني" أكد،  ومن خلال الصحيفة الى أن : "الولايات المتحدة بدأت بالفعل بتخفيف حجم قواتها في افغانستان ، وذلك بعد نحو 12 عاما من حربها على البلاد" ، ومضت الصحيفة الى القول ان:" هذه الحرب من شأنها أن تترك أفغانستان لتواجه مصيرها المجهول ، وأن المستقبل الأفغاني قد يترك آثاره أيضا على المستوى الإقليمي" .

 

يقول عصام زيدان في مقالته " الاستراتيجية مأزق أمريكا في أفغانستان" ، في معرض تعليقة على استقالة قائد القوات الامريكية في أفغانستان الفريق " ستانلي ماكريستال" ، :"فقد أطاحت هذه الحرب بعدد من أبرز القادة العسكرييين سواء لأمريكا او بريطانيا ، فعلى صعيد القوات الامريكية فقد تولى "ماكريستال" منصبه قبل سنة من استقالته ، خلفا للجنرال "ديفيد ماكيرنان" الذي عُزل بسبب اتهامه بوضع خطط تقليدية في الحرب الأفغانية ، من ثم تحميله مسئولية الفشل في تحقيق أي تقدم في الحرب الدائرة من العام 2001م ، اما القوات البريطانية ، صاحبة أكبر عدد من القوات بعد القوات الأمريكية ، فقد عزلت حكومة المحافظين بزعامة "ديفيد كاميرون" رئيس أركان الجيش البريطاني "المارشال جوك ستيراب" لمُعالجة ما وصفته بالإخفاقات في مهمة قواتها في أفغانستان ، وبعدما تعرض لانتقادات لعدم قيامه بفعل ما يكفي لدعم القوات البريطانية في أفغانستان ، وأتُهم بالفشل في التحكم بسير مهمة القوات البريطانية في أفغانتسان ،حيث تعدت حصيلة قتلاها 300 جندي ، كما قرر المبعوث البريطاني الخاص لكل من باكستان وأفغانستان "شيرارد كاوبر" تمديد إجازته في بريطاني وعدم العودة للمنطقة مما يعني استقالته من المنصب ، بعدما تصادم مع قادة الناتو والمسئولين الأمريكيين حول استراتيجية الحرب القائمة على استخدام الأساليب العسكرية فقط للتعامل مع طالبان ، وطالب بان يكون الحوار مع الحركة أولوية لإنهاء الحرب" ، ثم يطرح السؤال التالي :" وهل يمكن أن ينجح الجنرال الجديد"ديفيد بترايوس" في مهمته الجديدة ، ويكسب الحرب الأفغانية بهذه الاستراتيجية ؟ "بترايوس" سيواجه مصير سلفه "ماكريستال" سريعا ، هذا ما خلص اليه السناتور الجمهوري "كيت بوند"، مشيرا الى أن الجنرال "بيترايوس" شخص "مميز" لكن تالرئيس "اوباما" عينه " ليفشل ويتحمل المسئولية" ،حيث خلص عدد من اعضاء الكونجرس الى ان المشكلة ليست بالشخوص الذين يقودون الحرب ، ولكن في طبيعة الحرب نفسها، التي ربما تأتي إقالة " ماكريستال" لتزيد من صعوبتها وتؤكد مجددا أنها حرب "بــلا نصر" "، وحينما قارن الكاتب بين الاحتلال الامريكي للعراق باحتلاله لأفغانستان ، وضع تباينات وفوارق ،منها، عدم توحد المقاومة العراقية ، كما هو حال حركة طالبان المتماسكة بقوة ، ضعف حكومة كابول التي ستنهار مجرد خروج القوات الأطلسية من أفغانستان بينما الحكومة العرقية تماسكت بعض الشيء لإعتبارات طائفية ، اما الخيار الثالث وهو الإنسحاب ، دون تحقيق أي نصر في أفغانستان ، سيكون بداية النهاية لحلف شمال الأطلسي ، وإعلانا صريحا بفشله في حرب السنوات التسع(المقال في 2010) امام المجموعات المسلحة ، وقد يكون من المستحيل اجتماعه مرة أخرى على حرب ، وهذا ما توقعه فعلا وزير الدفاع الأمريكي " روبرت جيتس" في كلمته أمام مؤتمر الأمن الدولي في العام 2008، مشيرا الى أن الحلف منقسم على نفسه بشأن استمرار الحرب في أفغانستان ، وهو ما يؤذن بأنهياره وعدم قدرته على الإلتئام مرة أخرى ،وكذا الأمر بالنسبة للولايات المتحدة التي يبدو لها شبح الخروج المذل للقوات السوفيتية في ثمانينيات القرن الماضي ، والذي أذن بسقوط هذه القوى العظمى وتحول النظام العالمي ، وقد حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق " زبيغينو بريجنسكي" من خطورة إنكسار الولايات المتحدة في أفغانستان ، وقال في الذكرى الخمسين للعدوان الثلاثي على مصر 1956 ،: " إن هذا العدوان شكل علامة فارقة لتراجع الدور البريطاني وهيمنة الدور الأمريكي ، وإن الوقت الحالي يشكل نهاية وتراجع الدور الأمريكي بعد غزو أفغانستان " ، هذه ورطة أمريكا والناتو في أفغانستان ، لا سبيل للإنسحاب ، ولا أمل في النصر ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد