أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 16
أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 16
"النموذج الآخر للإمبراطوريات المهزومة"
ومع الدعم الباكستاني المتواصل ضد حركة طالبان تنفيذا لرغبة امريكا وحلف شمال الأطلسي ، الا انها لم تفلت من دائرة الإتهام بتقديم العون والمساعدة للإرهابيين على حد وصف المزاعم الأمريكية ، ومن هنا لم يفت مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة من عمل دراسات خاصة حول باكستان وتعاونها مع حركة طالبان ، بل ان الغرب موقن تمام اليقين ان دعم باكستان لحركة طالبان لم ينقطع مطلقا ، بل هو الدعم الذي أطال أمد الحرب وقوى من عزيمة "طالبان" في الاستمرار في مواجهة حلف شمال الأطلسي ، ففي تقرير نشرته مؤسسة "راند" البحثية الأمريكية ، أكدت على ان عناصر من الإستخبارات الباكستانية وعناصر من القوات المسلحة الباكستانية ، ساعدت في تدريب حركة طالبان وأمدتهم بمعلومات بشأن تحركات القوات الأمريكية في أفغانستان ، على ان هذه الدراسة التي مولتها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" كتبها الباحث الأمريكي "سيث جونز" ، وقدمها لوزير الدفاع الأمريكي ، الذي صرح بعد الإطلاغع عليها :" ان الولايات المتحدة تواجه صعوبات طويلة الأمد في أفغانستان ، اذا ما لم يتم القضاء على الملاذات الآمنة لطالبان داخل باكستان ، وان الملاذات الآمنة للميليشيات المسلحة في باكستان تُهدد جهود الولايات المتحدة في أفغانستان " ، وذهبت الدراسة التي قدمتها مؤسسة " راند" بعيدا في القاء التهم على الإدارة الباكستانية ، بل وحسمت أمرها بقولها:" أن كافة حركات التمرد في أفغانستان منذ عام 1979م ( ويقصد الاحتلال السوفيتي لإفغانستان) وجدت لها ملاذات آمنة في الدول المجاورة ، وحالات التمرد الحالية لا تختلف كثيرا عن سابقاتها ، فحاليا تحظى حركة طالبان والمجموعات المتمردة الأخرى ، بمساعدة أفراد من داخل الحكومة الباكستانية ، وان مسؤولون من حلف شمال الأطلسي اكتشفوا العديد من الحالات التي أمدت فيها عناصر الاستخبارات الباكستانية مُقاتلي طالبان بالمعلومات ، وسربوا لهم انباء عن مواقع وتحركات القوات الأفغانية وقوات التحالف ، وهو ما قوض (وفق الدراسة) العديد من العمليات العسكرية لكل من الولايات المتحدة ولحلف شمال الأطلسي ضد مقاتلي "طالبان" ، وانه الى جانب حركة طالبان ، فان هناك مجموعات مسلحة كبرى أخرى وجدت ملاذا لها في باكستان ، مثل تنظيم القاعدة وجماعة الحزب الإسلامي بقيادة القائد الراديكالي "قلب الدين حكمتيار" ، وشبكات حقاني التي يقودها " جلال الدين حقاني" وابنه سراج " ، ويتابع التقرير اتهاماته للحكومة الباكستانية وقواتها المسلحة واستخباراتها العسكرية في تقدم الدعم لحركات التمرد الأفغانية وفي مقدمتها حركة "طالبان " ، " ان تلك المجموعات المسلحة تجد لها ملاذات آمنة في المنطقة القبلية المدارة فيدراليا ، وفي المحافظات الحدودية في الشمال الغربي ، وفي محافظة بلوتشتان ، وتشحن الأسلحة بصورة دورية ومعها الذخائر والإمدادات الى أفغانستان من داخل باكستان ، وقد جاء عدد من المفجرين الإنتحاريين من معسكرات اللاجئين الأفغان المتواجدة داخل الأراضي الباكستانية " ، ودعت الدراسة الإدارة الأمريكية وحلفاؤها للمساعدة في بناء قوات الأمن الأفغانية وبخاصة قوات الشرطة من أجل تحسين قدرات الحكومات المحلية ، بينما رفضت الحكومة الباكستانية كل التهم الموجهة اليها في التقرير ، وأنكرت بصورة كبيرة ، وعلى لسان الناطق والمتحدث العسكري الباكستاني ، أنكرت الحكومة الباكستانية ما ورد في التقرير من دعمها للمتمردين ، بينما اعترفت بوجود مشكلات تتعلق باختراق المقاتلين لحدودها ، ويقول المتحدث باسم الجيش الباكستاني " الجنرال آثار عباس" في اي وقت يتم التعرف فيه على تلك الأماكن او يشير الينا أحد بوجودها فأننا نتخذ إجراءات فورية ضد تلك المناطق ، لذلك فأننا نرفض أية مزاعم بوجود ملاذات آمنة يدعمها الجيش الباكستاني او الاستخبارات العسكرية الباكستانية " .
لم تتوقف وتيرة الإتهامات الأمريكية للحكومة الباكستاني في دعمها المتواصل والسري لحركة طالبان الأفغانية ، ولم تتوقف أفكار قيادات صانعي القرار والاستراتيجيات الأمريكية من الضغط المتواصل على باكستان ، من أجل ايقاف اي نوع من المساعدات للحركة ، وذلك سعيا للقضاء المبرم على الحركة واستئصالها في نهاية المطاف ، الى درجة ان يصل الأمر ب" نيويورك تايمز" الى نشر دراسة جديدة للكاتب " سيث جونز" في 4 كانون الأول/ديسمبر 2009م ، قدمها لمؤسسة " راند" البحثية ، والتي عنونها بعنوان يحمل خطورة كبرى على مستقبل باكستان وأمنها الوطني ، جاء ت بعنوان " نقل الحرب الى باكستان" ، وكأن الأمريكان باتوا على يقين بان حربهم ضد حركة طالبان تتعرض لفشل ذريع ، فالجنرال الأمريكي " ستانلي ماكريستال" قائد القوات الأمريكية في أفغانستان ، أشار مرارا الى ان هناك العديد من القضايا التي يجب التركيز عليها ، بناء قوات جيش وشرطة أفغانية تتمتع بالكفاءة ، وتتبنى اجراءات مكافحة الفساد ، وان تعيد دمج العناصر المعتدلة من حركة "طالبان" ومن مقاتلي التمرد الآخرين الى المجتمع الدولي والى السياسة الأفغانية " .
اعتبرت الدراسة التي تبنتها مؤسسة " راند" "أن معاقل طالبان في باكستان هي القضية الأكثر صعوبة ، والتي هي خارج سيطرة "ستانلي ماكرستال" ، بل ويعتبر اقليم بلوتشستان الذي يتوزع بين أفغانستان وباكستان وايران ، من أكثر المناطق خطورة على الوجود الأمريكي في أفغانستان ، وهو ذات الخطأ الذي وقع فيه الاتحاد السوفيتي في الثمانينات من القرن الماضي ، عندما فشلوا في التحرك ضد أكبر سبع معاقل رئيسية لجماعات المجاهدين في باكستان " ، معتبرة الدراسة ان :" تلك المعاقل هامة للغاية ، لان الحرب في أفغانستان يتم تنظيمها وادارتها من "بلوتشستان" ، حيث يتحرك فيها العديد من قادة كبار الجماعات والزعماء العسكريين ، ويذهي " سيث جونز" كاتب التقري الذي يطالب بنقل الحرب الى باكستان ، "أن أحد قادة المارينز صرح له اثناء جولة له في أفغانستان بان :"معاقل طالبان في بلوتشستان تعتبر كارثية بالنسبة لنا ، فعن طريقها يحصل مقاتلوا طالبان على الإرشادات العملياتية والاستراتيجية عبر الحدود ، بالإضافة الى الإمدادات والمواد التقنية التي يصنعون منها قنابلهم إرتجالية الصنع ، واعتبر ان لحركة طالبان في "يلوتشستان" لجا متعددة عاملة ، هي:" لجنة إعلامية ، ولجنة عسكرية ، ولجنة مالية ، ويمارس مجلس شورى حركة طالبان سلطة على مقاتلي طالبان الأقل رتبة ، وذلك المجلس يتكون من قائد أعلى لطالبان ، وهو الملا "محمد عمر" ، ثم نائبه الأساسي "الملا عبدالغني برادار" ، وقائده العسكري " عبدالله ذاكر " ،وحتى الآن فشلت باكستان والولايات المتحدة الأمريكية في استهدافهم ، فقد قام الجيش الباكستاني وقوات حرس الحدود الباكستانية بالعديد من العمليات العسكرية في المناطق القبلية الباكستانية في الشمال ، كما قامت الولايات المتحدة بشن العديد من الهجمات بالطائرات بدون طيار هناك ، ولكن لم يتم تحقيق اي إنجاز في بلوتشستان حتى الآن " .
وخلص التقرير ، الذي قدم في خلاصته ، نصائح للقوات الأمريكية من أجل حسم المعركة وبسرعة في الهجوم على "بلوتشستان" والتخلص من قيادات طالبان والمجاهدين الأفغان الآخرين الذين يقاتلون الى جانب الحركة ، وهي نصائح جاءت سنة 2009 ، حيث بلغت المقاومة الأفغانية ضد الوجود الأطلسي ذروتها ، خلص الى دعوة " سوث جونز" الإدارة الأمريكية والجيش الباكستاني الى التحرك بسرعة لإستهداف قادة "طالبان" في ملاذهم الآمن "بلوتشستان" ، مدعيا ان هناك عدة طرق للقيام بذلك ، ولا تتطلب اي منها قوات عسكرية كبيرة ، إحداها: ان يتم شن غارات للقبض على قادة طالبان في بلوتشستان ، فمعظم قادة الحركة داخل او بالقرب من مدن بلوتشستان مثل "كويتا" عاصمة الإقليم ، ويجب ان تتم تلك العمليات بإدارة الاستخبارات والشرطة الباكستانية (التي يتهما التقري بالتواطؤ مع حركة طالبان) ، وثانيها: ضرب قادة طالبان في بلوتشستان بالطائرات المسيرة مثلما فعلت الولايات المتحدة وباكستان بصورة فاعلة في المناطق القبلية الباكستانية " ، وفي مقابلة اجراها الكاتب الأمريكي الذي على ما يبدو له علاقات وطيدة مع الاستخبارات المركزية الأمركية ، مع أحد الدبلوماسيين الروس الذين خدموا في الجيش السوفيتي في أفغانستان ، قال له فيها:" إن الوقت يُداهمُكم ، يجب ان تتوازن جهود مكافحة التمرد في أفغانستان عن طريق استهداف حلقات القيادة في باكستان ، لا ترتكبوا نفس الخطأ الذي ارتكبناه " .
مخاوف حلف شمال الأطلسي من عدم تحقيق اهدافه في أفغاسنتان ، بل وربما التعرض للفشل العسكري، وهو ما لاحت بوادره مؤخرا على لسان اكثر من مسئول امريكي في ادارة "اوباما" ، تلك المخاوف جعلت القيادات العسكرية والأمنية في حلف الأطلسي الى القاء اللوم والتهم على حكومة باكستان ، باعتبارها مقصرة في مطاردة قادة طالبان وملاحقتهم ، ويبدو ان القيادات الغربية مصرة على تجريم دولة باكستان بتعاونها مع حركة طالبان ، فقد كشف تقرير سري في شهر شباط 2012 ، اوردته شبكة "فرانس 24" ، لحلف شمال الأطلسي :" أن الحكومة الباكستانية والاستخبارات في باكستان تدعم حركة طالبان في أفغانستان سرا ، وتعرفان أماكن إقامة كبار قيادي الحركة ، وأوضحت " سي بي سي" ان الوثيقة أعدت استنادا الى 27 الف استجواب لأكثر من اربعة الآف معتقل من حركة طالبان وتنظيم القاعدة ومقاتلين ومدنيين أجانب ، ومن جانبها أكدت صحيفة " تايمز" الى ان "حركة طالبان تلقت بالطبع ضربات قاسية عام 2011 ، لكن قوة الحركة وتمويلها وقدرتها ما زالت على حالها " ، ولفت التقرير الى ان العام 2011 تضاعف فيه شعبية حركة طالبان بما في ذلك بين صفوف اعضاء الحكومة الأفغانية ، وان الكثير من الأفغان يستعدون لاحتمال عودة طالبان" . وذهب التقرير بعيدا في اتهام الحكومة والاستخبارات الباكستانية ، في لعب دور كبير في زعزعة حكومة الرئيس الأفغاني "حامد قرضاي" ، قبل انسحاب القوات الغربية ، ومساعدة كل من يهاجم ويقتل قواتها ، معتبرة الاستخبارات الباكستانية بعد قراءة التقرير " أكثر مقيتة " من طالبان نفسها ، لافتة الى ان الجهاز الباكستاني النافذ يسعى بقوة الى السيطرة على أفغانستان في المستقبل " .
كعادتها ، نفت الحكومة الباكستانية وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية "عبدالباسط" لوكالة "فرانس بريس" كل هذه المعلومات التي وردت في التقرير واعتبرتها " تافهة" ، "ولا تستحق التعليق عليها " ، وان سياستنا تقوم على عدم التدخل في أفغانستان ، ونحن نتوقع من الدول الأخرى ان تلتزم بهذا المبدأ ، كما اننا ندعم عملية المصالحة التي يقودها الأفغان في بلادهم ، مؤكدا على المعاناة الطويلة التي عانتها باكستان من النزاع الأفغاني المتواصل ، ولذلك من مصلحتنا رؤية أفغانستان مستقرة تعيش بسلام " .
محادثات لوضع اللمسات الأخيرة على ممر للمساعدات إلى غزة
أول رد من راغب علامة بعد منعه من الغناء في مصر
منتدى استثماري سعودي سوري يعقد الأربعاء في دمشق
إنجلترا تبلغ نهائي بطولة أوروبا للسيدات على حساب إيطاليا
وزير الاقتصاد الرقمي: مساعٍ لتوفير آلاف الوظائف بحلول 2033
الدولة الوطنية وحساسيات الهوية
سيدي أبي مدين التلمساني/ بين العرفانية والتخييل
تونس بعد أربع سنوات من انقلاب قيس سعيّد
افتتاح معرض فني وتاريخي يوثق مسيرة الملك المؤسس
سيدة تعثر على أبو بريص في وجبة شاورما من مطعم شهير بعمان
التربية تدعو هؤلاء لإجراء المقابلات الشخصية لوظيفة معلم/ـة
فصل الكهرباء عن هذه المناطق غداً من الساعة 8 صباحاً حتى 6 مساءً
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
وظائف شاغرة في مؤسسات حكومية .. تفاصيل
نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة التربية .. رابط
رئيس وزراء السودان يتعهد بإعمار الخرطوم
مواعيد الترخيص المتنقل المسائي في لواء بني كنانة .. تفاصيل
مكافحة الأوبئة يعلن عن وظائف شاغرة .. صورة
مراهق يقتل شقيقته طعنا جنوب إربد
مستشفى السويداء مقبرة جماعية .. صور
نفي مزاعم حول مغادرة الرئيس الشرع وعائلته سوريا
ارتفاع أسعار الذهب في الأردن السبت 40 قرشًا
بديل جديد للسجن .. الجريدة الرسمية تنشر تعليمات المراقبة الإلكترونية