أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 22
تصدعات تنشأ في جدار حلف شمال الأطلسي ، فهل تزداد التصدعات والتشققات في الأئتلاف الأطلسي في حربه ضد حركة طالبان الأفغانية ؟؟ وهل سينعكس ذلك سلبا على ديمومة الحلف ؟؟ كانت الإدارة الأمريكية التي قادت حلف شمال الأطلسي والدول العالمية الأخرى لاحتلال أفغانستان والقضاء على حركة طالبان الإسلامية الأفغانية ، تعتقد بأنها قادرة على حسم المعركة مع طالبان سريعا ، ربما في فترة زمنية لا تتجاوز العام الأول من الاحتلال ، لان المشهد الأفغاني يوشي بنجاح الحملة الأطلسية لا سميا بعد إعلان حركة طالبان هزيمتها واستسلامها ، وهروب كافة قياداتها الى جهات غير معلومة ، بعدما لحق ببنية الدولة"إمارة أفغانستان الإسلامية" الدمار الهائل ، كما كان لاختفاء زعيم حركة طالبان "الملا محمد عمر " وغيابه عن المشهد أهميته بالنسبة لقوات الاحتلال الأمريكي ، الأمر الذي أحدث الكثير من الثقة والطمأنينة لدى القيادة الأطلسية ، وهو ما جعلهم يعتقدون بحسمهم للمعركة وتحقيق الانتصار فيها ، وهو ما أعلنه بالفعل الرئيس الأمريكي "جورج دبليو بوش" من ان قواته حققت الانتصار في أفغانستان ، ولم يكن ذلك بعد مضي وقت طويل على الاحتلال ، بل جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي بعد مرور شهرين فقط على بداية الاحتلال ،وتحديدا في (7 ديسمبر/كانون الأول 2001م) ،وذلك بمناسة الاحتفال بذكرى الهجوم الياباني على "بير هاربر" سنة 1941م، ومن على حاملة الطائرات الأمريكية " انتربرايز بنورفولك" في فرجينيا ، ما يعني شعور الأمريكان مبكرا في قطف ثمار النصر في أفغانستان ، ثم تبعها تصريحات وزير الدفاع "دونالد رمسفلد" ، وتصريحات القادة العسكريين الكبار في حلف الأطلسي ، وبمرور الوقت ، أحدثت تلك التصريحات والتطمينات على انتصار قواتهم في افغانستان ، الكثير من التراخي والوهن لدى قوات"إيساف" وحلف شمال الأطلسي ، بل وركنت الى أنها لن تواجه اي نوع من المقاومة الكبيرة ، باستثناء مواجهة جيوب مقاومة هنا وهناك ، لا أكثر ولا أقل ، ويبدو ان حركة طالبان ، ومن خلال زعيمها"الملا محمد عمر" الذي أبدى عبقرية قيادية فريدة في إدارته للمعركة ، حيث تماهت حركة طالبان مع المشاعر الغربية والأمريكية في تحقيقهم للنصر ، حتى بات انتصار حلف شمال الأطلسي في أفغانستان يقينا لدى دول العالم ، هذا التماهي استمر منذ الاحتلال سنة 2001 ولغاية 2006 تقريبا ، اي قرابة خمس سنوات ، بينما حركة طالبان بقيادة زعيمها "الملا محمد عمر" تعمل ليل نهار على اعادة بناء الحركة بشكل يتناسب مع طبيعة المرحلة الصعبة والمعقدة ، ليخرج مارد المقاومة الأفغانية من قمقمه أكثر صلابة وقوة وتنظيما وتضحية وطاعة للقيادة المركزية ، وأكثر تنفيذا لأوامر القيادة ، وبذلك فاجأت طالبان قوات الاحتلال ، الأمر الذي اوقعها بارتباك شديد .
مفاجأة حركة طالبان في قتالها المنظم القوي واجه اول ما واجه القوات البريطانية التي كان نصيبها ان تحتل اقليم هلمند ، المعقل التاريخي لحركة طالبان ، ولسوء حظ البريطانيين ، ان القتل وقع في قواتهم ، وجعل الجيش البريطاني يدفع الفاتورة الأكبر من القتلى خلال سنة 2007 ، ومنذ ان تسلمت القوات البريطانية قيادة قوة حلف شمال الأطلسي في جنوب أفغانستان في شهر مايو /أيار 2007م ، قتل من البريطانيين 33 جنديا من أصل اربعين سقطوا منذ بدء العدوان على أفغانستان سنة 2001 م ، هذه الخسائر دفعت بالكاتب البريطاني " سايمون جينكينس " الى القول في صحيفة" جارديان" اللندنية :" بأن مشاركة بلاده في حرب أفغانستان ، يُعد من أحمق ما أقدمت عليه بريطانيا في تاريخها الحديث " ، والذي يبدوا في المشهد الأفغاني ،أن صورة الأوضاع القاتمة هناك ، مع استئناف حركة طالبان نشاطها القتالي الشديد والمنظم ، ووقوع المزيد من القتلى في صفوف القوات البريطانية الغازية ، جعلت القادة العسكريين البريطانيين أمام تحديات كبيرة ، الإستعانة بمزيد من قوات حلف شمال الأطلسي ، إلا أن رد فعل الأعضاء جاء مخيبا للآمال ، ولم يوافق على زيادة الدعم من بين 26 دولة عضوا في الحلف سوى دولة واحدة هي "بولندا" ، التي أعلنت انها سترسل المزيد من القوات سنة 2008 ، بينما رفضت تركيا إرسال المزيد من القوات ، وكذلك فعلت ألمانيا واسبانيا وايطاليا وصربيا ، الأمر الذي أثار حفيظة الصحافة البريطانية التي راحت تشن هجوما قاسيا على حلف شمال الأطلسي ، وكانت صحيفة " التايمز" البريطانية من أكثر الصحف تهكما على حلف شمال الأطلسي، حيث وجهة انتقادات لاذعة للحلف وسياسته في أفغانستان ، جاء ذلك في عددها الصادر في ( 25 سبتمبر/ تشرين الأول 2006م) ، بينما أشارت صحيفة" ذي أندبندنت" في (14 سبتمبر /تشرين الأول 2006) :"أن ما يجري في أفغانستان أسوأ بكثير من كل ما يعُلن عنه ، فهذا احد الجنود البريطانين المشاركين في الحرب على طالبان ، يقول:" نحن نسوي بالأرض مناطق كنا قد سويناها بالأرض من قبل ، لكن الهجمات لا تتوقف ، لقد قتلناهم بالعشرات ، لكن المزيد يبزغ لقتالنا ، إما من داخل أفغانستان او عبر الحدود ، لقد استخدمنا قاذفات القنابل من نوع ب 1 B1 ، وهاريرز ، وطائرات اف 16 وميراج 2000 ، لقد قصفناهم بالقنابل من كل الأحجام ، ورغم هذا فإن كل تحرك لنا على الأرض يتلقى كمينا في انتظاره "، ورغم ذلك ، تقول صحيفة " ديلي تلغراف " :" إن الدول الأعضاء في حلف الناتو ستتجاهل اي طلب بإرسال جنودها الى الجبهة الأفغانية " ، وتبين ، كما تقول الصحيفة ، أن بعض دول الحلف الأساسية في اوروبا تسد آذانها في وجه اي طلب من هذا النوع ، كما نقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الحلف ، قوله:" إن المؤشرات تظهر أن الاجتماع الحالي للحلف لن يتوج بتحقيق الطلب الخاص بأفغانستان ، مشيرا الى انه حتى تطوع " لاتفيا" بالمساهمة بـ 20 جنديا بدأ الآن محل شك " ، وهذا ما جعل " سايمون تسدال" في صحيفة " ذي غارديان" يعتبر أن طالبان فضحت تصدعات حلف شمال الأطلسي ، كما ذكر"تسدال" أن المقاومة الشرسة غير المتوقعة التي واجهت بها حركة طالبان القوات البريطانية والكندية والهولندية ، جعلت زعامة الحلف تعتبر أن بعض أعضائه يتحملون المسؤولية أكثر من غيرهم ، هذه التطورات دفعت بأحد كبار المسؤولين في حلف شمال الأطلسي الى التساؤل ، هل يا ترى ان الحلف فعلا في طريقه الى الإنهيار ؟ يجب أن ننحي الرغبات جانبا ونتكلم بموضوعية ؟ هل يمكن ذلك؟
يبدو ان تصاعد وتيرة الهجمات التي تشنها حركة طالبان بشكل منسق ومنظم ضد القوات الأطلسية في أفغانستان ، جعل العديد من الدول الأوروبية يفكروا بشكل جدي بالتراجع عن هذه الحرب المكلفة بشريا وماديا ايضا ، وهي الخلافات نفسها التي عصفت بحلف شمال الأطلسي بشأن أفغانستان ، والتي دفعب بوزير الدفاع الأمريكي " روبرت غيتس" للتحذير من أن مستقبل الحلف في خطر ، وقد تؤدي الخلافات الى انقسام الحلف الى جناحين ، معبرا عن مخاوف حقيقية بان رغبة الدول المشاركة في القتال بأفغانستان ستختفي اذا لم يتم تقاسم عبء جهود مواجهة هجمات طالبان المتصاعدة " ، وأضاف "غيتس" :" أشعر بالقلق الكبير بسبب تحول الناتو الى حلف يتألف من جناحين ، اذ أن هناك حلفاء مستعدون للقتال والموت لحماية أمن الشعوب ، وحلفاء آخرون غير مستعدين للقتال والموت ، واعتقد ان هذا الوضع يُلقي بظلال من الغموض على مستقبل هذا الحلف في حال استمر ذلك ، وربما يسوء الوضع " ، وعلى ما يبدو ، ان الدول باتت تخشى على جنودها في حال تم ارسالهم الى ميادين القتال وجها لوجه مع حركة طالبان الأفغانية ، وتحديدا الى المناطق الأكثر سخونة وخطورة وهي قندهار وهلمند معاقل حركة طالبان ، ويبدو ان الجناحين الذي وصف بهما " غيتس" حلف شمال الأطلسي يتكونان من ، الجناح الأول ، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وهولندا وكندا والدنمارك ورومانيا ، التي تحملت الجهد والثمن الأكبر في حربها مع طالبان خلال السنوات الماضية ، اما الجناح الثاني ، المانيا وفرنسا واسبانيا وتركيا وايطاليا ، وهي الدول التي رفضت ارسال المزيد من قواتها الى جنوب أفغانستان للمشاركة في الحرب ضد طالبان ، في ذات السياق ، فقد حذرت كندا من انها قد تضطر الى سحب جنودها البالغ عددهم 2500 جندي في حال لم يرسل الحلفاء تعزيزات إضافية الى إقليم قندهار ، الأقيلم الأكثر خطورة في أفغانستان ، لقد أحدثت التصريحات الكندية ضجة كبرى في اوساط الحلف ، بل ووصلت تلك الضجة الى البيت الأبيض ، وأثار التصريح الكندي حفيظة الإدارة الأمريكية ، وهو ما جعل وزيرة الخارجية الأمريكية " كونداليزا رايس" ، عند لقائها (الأربعاء 6 فبراير/ شباط 2008) في لندن مع رئيس وزراء بريطانيا "جوردون براون" ، ووزير الخارجية البريطانية " ديفيد ميليباند" ، جعلها تعلن في مؤتمر صحفي :" أن الحلف يواجه اختبارا حقيقيا هنا ، وهو اختبار يعكس مدى قوة هذا الحلف " ، وأضافت "رايس" :" ان على الدول المعنية ان تفهم أن قوة "إيساف" لم تكن قوة لحفظ السلام في أفغانستان ، ولكنها قوة لمحاربة طالبان " ، وأضاف "جوردون براون" في حديثه امام مجلس العموم البريطاني :" ان ما نتطلع اليه هو ان يتحلى حلفاؤنا بتصميم لضمان أقتسام الأعباء في أفغانستان بإنصاف "(الإسلام اليوم ، 7 فبراير/شباط 2008) .
محادثات لوضع اللمسات الأخيرة على ممر للمساعدات إلى غزة
أول رد من راغب علامة بعد منعه من الغناء في مصر
منتدى استثماري سعودي سوري يعقد الأربعاء في دمشق
إنجلترا تبلغ نهائي بطولة أوروبا للسيدات على حساب إيطاليا
وزير الاقتصاد الرقمي: مساعٍ لتوفير آلاف الوظائف بحلول 2033
الدولة الوطنية وحساسيات الهوية
سيدي أبي مدين التلمساني/ بين العرفانية والتخييل
تونس بعد أربع سنوات من انقلاب قيس سعيّد
افتتاح معرض فني وتاريخي يوثق مسيرة الملك المؤسس
سيدة تعثر على أبو بريص في وجبة شاورما من مطعم شهير بعمان
التربية تدعو هؤلاء لإجراء المقابلات الشخصية لوظيفة معلم/ـة
فصل الكهرباء عن هذه المناطق غداً من الساعة 8 صباحاً حتى 6 مساءً
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
وظائف شاغرة في مؤسسات حكومية .. تفاصيل
نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة التربية .. رابط
رئيس وزراء السودان يتعهد بإعمار الخرطوم
مواعيد الترخيص المتنقل المسائي في لواء بني كنانة .. تفاصيل
مكافحة الأوبئة يعلن عن وظائف شاغرة .. صورة
مراهق يقتل شقيقته طعنا جنوب إربد
مستشفى السويداء مقبرة جماعية .. صور
نفي مزاعم حول مغادرة الرئيس الشرع وعائلته سوريا
ارتفاع أسعار الذهب في الأردن السبت 40 قرشًا
بديل جديد للسجن .. الجريدة الرسمية تنشر تعليمات المراقبة الإلكترونية