أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 23
أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 23
" النموذج الآخر للإمبراطوريات المهزومة "
في مقالة للكاتب البريطاني "باول روجرز" بعنوان " المهمة المستحيلة A Mission Impossible" (7 فبراير /شباط 2008) ، سلط فيها الأضواء على الاحتلال البريطاني والأطلسي لأفغانستان ، مشيرا الى :" أنه يوجد في أفغانستان انقسام كبير بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ، وهو ما انتقده وزير الدفاع الأمريكي"روبرت غيتس" ، وكذلك الزيارة المفاجئة التي قامت بها وزيرة الخارجية ألمريكية " كونداليزا رايس" ووزير الخارجية البريطانية "ديفيد ميليباند" الى العاصمة الأفغانية "كابول" في (7 فبراير/شباط 2008) عكست تلك الزيارة مدى القلق الذي يعيشه حلف "الناتو" هناك ، بل القلق الحقيقي والمزعج هو ما تشعر به الإدارة الأمريكية من ان حليفها الرئيسي في الحرب على أفغانستان والذي تقوده الحكومة البريطانية ، قد يواجه موجة عارمة من الاحتجاجات من الرأي العام البريطاني ضد التدخل البريطاني في أفغانستان " ، على أن التهديد الأكبر الذي يواجهه التحالف الدولي في الحرب ضد حركة طالبان الأفغانية ، هو تراجع الموقف البريطاني ، واذا حصل ذلك فانه سيكون المؤشر الأقوى على بداية انهيار حلف شمال الأطلسي في أفغانستان ، ويبدو ان خسائر القوات البريطانية في جنوب أفغانستان ، وتحديدا في ولاية "هلمند" وولاية "قندهار" ، معاقل حركة طالبان ، باتت مقلقة للبريطانيين ، شعبا وحكومة ، الى درجة أن ملكة بريطانيا" إليزابيث الثانية " قد أعربت في رسالتها للشعب البريطاني بمناسبة أعياد ميلاد سنة 2010م ، عن حزنها الشديد لمقتل جنود بريطانيين في أفغانستان ، وإشارت الى ما يعانيه العديد من الأسر البريطانية نتيجة للخسائر البشرية المتزايدة في صفوف الجنود البريطانيين هناك .
لقد كان لمقتل 106 جنود بريطانيين جنوبي أفغانستان سنة 2009 ، وهو العام الأكثر دموية بالنسبة للقوات البريطانية والأمريكية على السواء ، وعودة جثث اولئك الجنود القتلى الى بلادهم بصورة شبه يومية ، وقعه الأليم على الشعب البريطاني ، وتسبب ذلك في وقوع خلافات سياسية حادة حول جدوى المشاركة البريطانية في الصراع الدائر في أفغانستان ، لتكشف لنا صحيفة " صنداي تايمز" البريطانية في (2 أغسطس/آب 2010) ، أن القوات البريطانية الخاصة عانت من أسوأ نكسة في قوتها القتالية منذ الحرب العالمية الثانية في أفغانستان ، حيث قتل او أصيب بجروح حوالي 80 عنصرا من تلك القوات ، جراء القتال الدائر في أفغانستان ، بينما هناك 70 جنديا بريطانيا من القوات الخاصة البريطانية في أفغانستان غير قادرة على القتال جراء تعرضهم لإصابات خطيرة ، ما يعني ان هذه القوات فقدت سدس (1/6) طاقتها القتالية الكاملة خلال تنفيذها مئات العمليات التي استهدفت قادة حركة طالبان منذ العام 2007" ، في حين يرى الكاتب "إسامة عثمان" في مقالته التي تحمل العنوان :" التورط البريطاني والأمريكي في أفغانستان " ، في ( 12/8/1430هـ)، والمنشورة في موقع"المسلم" ، :" لقد نحا الجدل السياسي تجاه التورط البريطاني في أفغانستان منحىً أكثر حدة في بريطانيا منه في الولايات المتحدة الأمريكية ، وحملت الصحافة البريطانية انتقادات لاذعة للحكومة بسبب الاستمرار في الحرب على أفغانستان ، ما جعل الشعب البريطاني لا يقوى على تحمل الخسائر البشرية المتواضعة بالقياس الى عشرات الالاف التي خسرتها بريطانيا في حروب سابقة ، وكان من أبرز الكتاب الذين فندوا دعاوى الحكومة البريطانية التي تصور إسهامها في الحرب على أفغانستان ، بأنها جزء من الحرب على الإرهاب ، هو الكاتب البريطاني الشهير "روبرت فيسك" أحد أشهر الكتاب والمحللين السياسيين لصحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية ، مشيرا الى :" أن عناصر حركة طالبان ليسوا موجودين على جبهات الدول الغربية ، ولا هم يحلقون بطائراتهم فوق "ليفربول" البريطانية " ، داعيا الى سحب القوات البريطانية وإعادتها الى بلادها ، في ظل ارتفاع نسبة التقلى منهم أمام هجمات طالبان ، متسائلا عن مدى صبر الأهالي والشعب البريطاني واستمرارهم في دعم المهمة هناك؟؟ ، وفي ذات الصحيفة أشار الكاتب الإنجليزي " ادريان هاميلتون" الى :" أن بريطانيا تخوض حربا لا يؤمن بها نصف السكان " ، والمسألة المهمة على حد تعبير "أسامة عثمان" في هذا التصدع الكبير في الجبهة الداخلية البريطانية تكمن في الشكوك الكبيرة التي تعتري الجمهور والنخبة ، في الجدوى من هذه الحرب ، وهؤلاء لا يرون رابطا قطعيا بين القضاء على حكم طالبان وحماية بريطانيا من "الإرهاب" ، وان الرسائل التي تبعثها حركة طالبان الى الشعب البريطاني بأنها المعتدى عليها في بلادها وأنها تهتم برد العدوان ، وليست معنية بالحرب على الشعب البريطاني والشعوب الغربية في بلادها " ، كان لها وقعها على المواطن البريطاني بشكل كبير ، وتحرص الصحافة البريطانية على الاحتفاظ بصور القتلى وحتى صور الجرحى من الجنود البريطانيين الذي قتلوا او أصيبوا في جنوب أفغانستان ، فموقع "بي بي سي" يحتفظ بأسماء وصور ومعلومات عن قتلى الجنود البريطانيين في أفغانستان ، بينما بلغ عدد من قتل من البريطانيين في أفغانستان حتى تاريخ 23 ديسمبر /كانون الأول 2013م ، وفق صحيفة " ذي غارديان" حوالي 446 قتيلا، وعدد الجرحى والمصابين منذ سنة 2003 ولغاية سنة 2010م حوالي 17,130 مصابا ، وقد وردت تلك الإحصائيات تحت عنوان :" القتلى والجرحى البريطانيين في أفغانستان :شهرا بشهر " BRITISH DEAD AND WONDED IN AFGHANISTAN:MONTH BY MONTH " " .
فرنسا الحليف الإستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية ، والعضو القوي في حلف شمال الأطلسي ، بدأت هي الأخرى تتوجع وتتألم من الضربات المؤلمة التي توجهها حركة طالبان الى جنودها المتواجدين في ولاية "كابيسا" شمال شرق العاصمة الأفغانية "كابول" البالغ عددهم 3800 جنديا ، قتل من القوات الفرنسية على يد قوات حركة طالبان حتى سنة 2012 حوالي 82 جنديا فرنسيا ، وأصيب من الفرنسيين حوالي 725 جنديا اصابات الكثير منهم خطيرة ،وكان لمقتل الفرنسين وقعه السيء على الشعب الفرنسي ، الذي راح يطالب بالانسحاب الفوري من ارض أفغانستان ، مهما كانت ردة فعل حلف شمال الأطلسي تجاه ذلك ، الا ان الإدارة الفرنسية بقيت مترددة في اتخاذ قرار استثنائي بهذا الصدد ، الا ان الذي خربط الأوراق الفرنسية ، حادثة مقتل أربعة جنود فرنسيين غير مسلحين على يد جندي مسلح في الجيش الأفغاني (الجمعة 26صفر 1433هـ/20 يناير /كانون الثاني 2012)(العربية) ، كان لها أثرا بالغ الألم على الشارع الفرنسي ، حيث لقوا النبأ بمزيد من الغضب والحيرة ، لأن من قام على قتل الجنود الفرنسيين هم من يدربهم الفرنسيين ، ويقوموا على تأهيلهم ، الأمر الذي دفع بالرئيس الفرنسي " نيكولا ساركوزي" في خطاب تهنئة السلك الدبلوماسي الفرنسي بالعام الجديد ، حيث أشار الى أن العودة المبكرة لجنوده من أفغانستان قد تصبح مطروحة قريبا" ، و"أن الجيش الفرنسي موجود في أفغانستان ليحارب الإرهاب وطالبان ، وليس ليكون معرضا لنيران جنود أفغان " ، "أعلن الآن وقف عملياتنا لتدريبهم ، وإذا لم تتوافر الشروط الأمنية سنطرح احتمال العودة المبكرة لجنودنا " ، هذه الحادثة دفعت بوزير الدفاع الفرنسي " جيرار لونغي" الى التوجه على عجل الى أفغانستان للوقوف على ظروف حادث اغتيال الجنود الفرنسيين ، بينما وجه " الان جوبيه" انتقادا لاذعا للموقف الافغاني ازاء الجنود الفرنسيين الموجودين في بلادهم :" إنه من غير المفهوم ولا المقبول أن يغتال جنود أفغان جنودنا الذين جاؤوا لمساعدتهم في كفاحهم من أجل الحرية والديمقراطية " ، في الوقت الذي صرح الإعلامي والصحفي الفرنسي الذي يعمل في القناة الفرنسية الثالثة " كريستيان مالار" حول اغتيال الجنود الفرنسيين :" أن طالبان ربحت الحرب ، وعلى فرنسا سحب قواتها وليس الانتظار لعام 2014م، وسيكون على الجنود الغربيين الإنسحاب مطأطئي الرؤوس كما فعل السوفييت " .
محادثات لوضع اللمسات الأخيرة على ممر للمساعدات إلى غزة
أول رد من راغب علامة بعد منعه من الغناء في مصر
منتدى استثماري سعودي سوري يعقد الأربعاء في دمشق
إنجلترا تبلغ نهائي بطولة أوروبا للسيدات على حساب إيطاليا
وزير الاقتصاد الرقمي: مساعٍ لتوفير آلاف الوظائف بحلول 2033
الدولة الوطنية وحساسيات الهوية
سيدي أبي مدين التلمساني/ بين العرفانية والتخييل
تونس بعد أربع سنوات من انقلاب قيس سعيّد
افتتاح معرض فني وتاريخي يوثق مسيرة الملك المؤسس
التربية تدعو هؤلاء لإجراء المقابلات الشخصية لوظيفة معلم/ـة
سيدة تعثر على أبو بريص في وجبة شاورما من مطعم شهير بعمان
فصل الكهرباء عن هذه المناطق غداً من الساعة 8 صباحاً حتى 6 مساءً
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
وظائف شاغرة في مؤسسات حكومية .. تفاصيل
نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة التربية .. رابط
رئيس وزراء السودان يتعهد بإعمار الخرطوم
مواعيد الترخيص المتنقل المسائي في لواء بني كنانة .. تفاصيل
مكافحة الأوبئة يعلن عن وظائف شاغرة .. صورة
مراهق يقتل شقيقته طعنا جنوب إربد
مستشفى السويداء مقبرة جماعية .. صور
نفي مزاعم حول مغادرة الرئيس الشرع وعائلته سوريا
بديل جديد للسجن .. الجريدة الرسمية تنشر تعليمات المراقبة الإلكترونية