أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 25
أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 25
" النموذج الآخر للإمبراطوريات المهزومة "
المانيا من الدول التي شاركت في قوات قتالية ضد حركة طالبان الأفغانية ، فبلغ تعداد قواتها حوالي 4341 جنديا ، تمركزت تلك القوات في ولاية "بغلان" وولاية "قندوز" في أفغانستان ، وقد أطلق الزعماء والقادة الألمان العديد من التصريحات المؤيدة للحملة العسكرية في بدايتها الأولى ، ثم ما لبثوا ان اعترفوا بذنبهم على تلك الخطوة الخطيرة التي أدت الى ورطة المانيا ووقوع الكثير من القوات الألمانية بين قتيل وجريح ، الأمر الذي أشعل الشارع الالماني بالاحتجاجات مطالبين باعادة القوات الألمانية الى وطنها ، من التصريحات الرنانة ، تلك التي أطلقها وزير الدفاع الألماني السابق " بيتر شتروك" وهو يدافع عن مهمة الجيش الألماني في أفغانستان ، حيث صرح:" إن ألمانيا تدافع عن أمنها في الهندوكوش" ، وهو يقصد أفغانستان، هذا المسؤول العسكري الألماني الرفيع ، بات اليوم ينظر بعيون أخرى لمهمة بلاده العسكرية في الهندوكوش ، خاصة بعدما أصبح مواطنا مدنيا عاديا ، وبعدما أصبح "شتروك" رئيسا لمؤسسة"فريدريش إيبرت" المقربة من الحزب الأشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي اليه ، سؤل حول ما اذا كان يعتقد ان الأمور تسير حسب المخطط في أفغانستان ، أجاب بحزم :لا ، وهل هو راض عن وجود الجنود الألمان في الهندوكوش الى اليوم؟ أجاب :بالطبع لا ، كان " شتروك" يرأس المجموعة البرلمانية لحزبه عندما وقعت هجمات 11 سبتمبر 2001 ، حينما أعلن المستشار الألماني " غيرهارد شرودر" بعد الهجوم مباشرة تضامن بلاده "اللامحدود" مع القوة العظمى ، وكانت هذه الرسالة تؤذن بان ألمانيا مستعدة لإرسال جنودها الى أفغانستان ، ووفق صحيفة الراية في 21يوليو /تموز 2010، في مقالة لسمير عواد ، فان "شتروك " صرح :"كنا نعتقد أن المهمة سوف تستغرق عاما ثم نعود ، لكننا بالتأكيد لم نتصور أننا سنبقى هناك حتى اليوم ، لقد خدعنا أنفسنا" .
إن المانيا لا زالت في حالة "حرب" ، ولا يسمع الراي العام الألماني بتلك الحرب إلا عندما يتعرض جنود ألمانيا الى هجوم مسلح من قبل حركة طالبان ، وعلى رأي "الكاتب سمير عواد" فان وسائل الإعلام الألمانية بدأت تتحدث حينها عن تعرض جنودها الى اعتداء ، وتتجاهل حقيقة أن فئة متنامية من الأفغان ينظرون الى الجنود الألمان والدوليين كقوة احتلال ، فالرأي العام الألماني لا يعرف لماذا الجنود الألمان ما زالوا حتى اليوم في أفغانستان ، ففي نهاية مايو /ايار 2010 ، استقال الرئيس الألماني " هورست كولر" من منصبه بعد حملة انتقادات قوية وقاسية لم يتحملها ، وذلك بعد عودته من زيارة مفاجئة الى أفغانستان ، وتصريحه لمحطة إعلامية ألمانية :" أن هناك هدفا اقتصاديا لوجود الجيش الألماني في أفغانستان ، وهو حماية طرق التجارة في المنطقة " ، كان لتسارع وتيرة الأحداث وسخونتها في ميادين أفغانستان دوره في كشف الحقائق للرأي العام الألماني ، الذي غُيب عن عمدٍ في معرفة حقيقة وجود قوات مقاتلة ألمانية في أفغانستان ، وبقي الراي العام يتحصل على المزيد من الحقائق تباعا ، ففي شهر مايو/أيار 2010 ، حصل الرأي العام الألماني على فكرة الأوضاع المتدهورة في أفغانستان ، حينما ذكرت الأنباء أن وزير الدفاع الألماني " كارل تيودور تسوغوتنبرغ" لم يتمكن من السفر الى أفغانستان لتفقد الجيش الألماني في ولاية "بغلان" وذلك بسبب اشتباكات عنيفة وقوية بين الجنود الألمان وحركة المقاومة الإسلامية الأفغانية "طالبان" ، وصرحت الصحف الألمانية :" أن " غوتنبرغ" أراد أن يوضح للجنود الألمان في أفغانستان ،أنه رغم صعوبة المهمة ، إلا أن المواطنيين الالمان يؤيدونهم ، والغريب "وفق صحيفة الراية" من أين أتى وزير الدفاع الألماني بهذا الرأي؟ لم يعد وجود الجيش الالماني لغزا محيرا امام الرأي العام الالماني ، بل بات يدرك أن ثمن بقاء جنود بلاده في أفغانستان سيكلفهم الكثير ، وان هذه التكلفة تزداد يوما بعد يوم ، سواء بشرية او مادية ، وان حقيقة التكلفة المادية بلغت حوالي ثلاثة مليارات يورو ، وهو ما يشكل نسبة عشرة بالمئة من ميزانية الدفاع الألمانية .
وزير الدفاع " فولكر روهي" في حكومة المستشار الألماني الأسبق " هيلموت كول" ، والذي وافقت في عهده محكمة الدستور العليا في مطلع التسعينيات من القرن العشرين ، على مشاركة الجنود الألمان في مهام قتالية خارج نطاق حلف شمال الأطلسي ، وحين يتحدث "روهي " اليوم عن مهمة الجيش الألماني في أفغانستان ، يبادر الى القول :"إنها خطأ وخطرة " ، بل ويتساءل :"هل من المنطقي ان المانيا تدافع عن أمنها في الهندوكوش"؟ مؤكدا على ان هذا القول خطير وغير مسؤول بل وخطر على ألمانيا ، وقال:" إن طالبان لديهم أهداف إقليمية ، ولا يفكرون بمهاجمة "هامبورغ" او "برلين" او" فرانكفورت" ، ثم ان هجمات 11 سبتمبر تم التخطيط لها في "هامبورغ" ، وليس في أفغانستان ، كذلك ، فإن الطائرات التي اختطفها منفذو الهجمات أقلعت من مطارات في الولايات المتحدة ، وليس من أفغانستان " ، ويؤيد "روهي" إنسحابا تدريجيا من أفغانستان ، قائلا :اذا ما انسحبت قوات حلف شمال الأطلسي بسرعة وانتشرت في انحاء العالم صور الإنسحاب التي تسبه صور إنسحاب الجنود الأمريكيين من " سايغون" ، فان طالبان سوف يعتبرون ذلك انتصارا لهم ، وفي النهاية هزيمة معنوية قاسية للحلف العسكري الغربي" .
ووفق معهد " بروكينجز" الأمريكي للدراسات ، فان عدد القوات الألمانية المسلحة المشاركة في الحرب على أفغانستان بلغت لسنة 2010 حوالي " 4341 جنديا" ، قتل منهم حتى سنة 2010 حوالي 54 جنديا ، بينما حددت "وكيبيديا " الانجليزية ، عدد المصابين من الجنود الألمان جراء العمليات العسكرية حوالي 245 مصابا ، اصابات الكثير منهم خطيرة ، كان أول القتلى الألمان يوم 6مارس/آذار 2002م ، في العاصمة الأفغانية "كابول" ، هم :" الرقيب الأول "توماس كوتشيرت" والرقيب الأول " مايك روبل" ، ومع تصاعد حدة المعارضة الشهبية الألمانية على وجود قواتها المقاتلة في أفغانستان ، ومع ما تتكبده من خسائر في الأرواح والإصابات والأموال ، فقد اعلن تحت تلك الضغوطات ، وزير الخارجية الالمانية " فرانك والتر شتاينماير" مطالبته بانهاء مهمة القوات الألمانية الخاصة في أفغانستان ، ودعا الى عدم التجديد لهذه القوات تمهيدا لإنهاء مشاركة بلاده في العملية التي تقودها الولايات المتحدة ، مطالبا بالاكتفاء بتجديد مهمة القوات الألمانية المتبقية ضمن قوات "إيساف" بمهام الاستطلاع الجوي فقط (مفكرة الاسلام، 5 اكتوبر /تشرين الأول 2008) ، كما طالب "الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري" الأئتلاف الحاكم في ألمانيا بضرورة وضع استراتيجية للعمل على انهاء مهمة الجيش الالماني في أفغانستان ، حيث ناشد رئيس المجموعة البرلمانية للحزب في البرلمان الألماني ، ناشد المستشارة الالمانية " أنجيلا ميركل" في وضع تصورات واضحة لإنهاء هذه المهمة العسكرية ، في حين أعلنت وزارة الدفاع الألمانية :"أنها لن تسمح لجنود قواتها الخاصة (كيه اس كيه) بتقديم الدعم بعد الآن لمهام مكافحة "الإرهاب" التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان ، حيث جاء اتخاذ هذا القرار وسط إنهيار معدل التاييد الشعبي لمهمة المانيا في احتلال أفغانستان ، ومجابهة حركة المقاومة الإسلامية الأفغانية طالبان ، ووسط معارضة شديدة من جانب الساسة الألمان "مفكرة الاسلام ، 8اكتوبر/تشرين الأول 2008" ، لقد حققت الضغوطات الشعبية الالمانية اهدافها في سحب القوات الألمانية من أفغانستان ، ونجح في ارغام الإدارة الألمانية على اتخاذ قرار تاريخي ، اذ وبعد خدمة عشر سنوات فقد سلم الألمان رسميا ولاية " قندوز " الأفغانية للجيش الأفغاني ، وذلك في احتفالات رسمية المانية افغانية يوم الأحد الموافق (6 اكتوبر/ تشرين الأول 2013م)، وفق ما صرحت به الصحيفة الالمانية واسعة الانتشار " دير شبيغل" النسخة الانجليزية ، وعليه فان القوات الالمانية خرجت من المنطقة ".
محادثات لوضع اللمسات الأخيرة على ممر للمساعدات إلى غزة
أول رد من راغب علامة بعد منعه من الغناء في مصر
منتدى استثماري سعودي سوري يعقد الأربعاء في دمشق
إنجلترا تبلغ نهائي بطولة أوروبا للسيدات على حساب إيطاليا
وزير الاقتصاد الرقمي: مساعٍ لتوفير آلاف الوظائف بحلول 2033
الدولة الوطنية وحساسيات الهوية
سيدي أبي مدين التلمساني/ بين العرفانية والتخييل
تونس بعد أربع سنوات من انقلاب قيس سعيّد
افتتاح معرض فني وتاريخي يوثق مسيرة الملك المؤسس
التربية تدعو هؤلاء لإجراء المقابلات الشخصية لوظيفة معلم/ـة
سيدة تعثر على أبو بريص في وجبة شاورما من مطعم شهير بعمان
فصل الكهرباء عن هذه المناطق غداً من الساعة 8 صباحاً حتى 6 مساءً
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
وظائف شاغرة في مؤسسات حكومية .. تفاصيل
نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة التربية .. رابط
رئيس وزراء السودان يتعهد بإعمار الخرطوم
مواعيد الترخيص المتنقل المسائي في لواء بني كنانة .. تفاصيل
مكافحة الأوبئة يعلن عن وظائف شاغرة .. صورة
مراهق يقتل شقيقته طعنا جنوب إربد
مستشفى السويداء مقبرة جماعية .. صور
نفي مزاعم حول مغادرة الرئيس الشرع وعائلته سوريا
بديل جديد للسجن .. الجريدة الرسمية تنشر تعليمات المراقبة الإلكترونية