أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 26
أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 26
" النموذج الآخر للإمبراطوريات المهزومة "
اما كندا ، فقد شاركت بقوات مسلحة مقاتلة استجابة لرغبة الإدارة الأمريكية في الحرب على ما تسميه "ألإرهاب" في أفغانستان ، وهي ثالث أكبر دولة تشارك في الحرب على حركة طالبان ، تتكبد خسائر بشرية كبيرة ، بعد الولايات المتحدة وبريطانيا ، اذ قتل من جنودها ما بين فبراير/شباط 2002 ولغاية شهر اكتوبر /تشرين الأول 2011 ، حوالي 157 جنديا كنديا ، وبلغ عدد الجنود المصابين في ارض المعركة حوالي 635 جنديا ، بينما أصيب من القوات الكندية حوالي (1214 جنديا) ، اعتبرتها الحكومة الكندية إصابات ليست في مقاتلة حركة طالبان الأفغانية ،كما بلغت الخسائر المادية التي انفقتها كندا على الحرب في أفغانستان ما بين 11-18 مليار دولار ، اما عديد القوات المقاتلة الكندية التي ارسلت الى أفغانستان فبلغت حوالي 2500 جندي ، وذلك وفق تقرير معهد "بروكينجز" الأمريكي المختص بدراسة وتحليل اوضاع حلف شمال الأطلسي في أفغانستان ، بينما ازداد العدد ليصل في سنة 2010 الى حوالي 2922 جنديا مقاتلا، يتمركزون في ولاية "قندهار" جنوب أفغانستان ، حيث معقل حركة طالبان الأفغانية ، وفي تقري للصحفي والكاتب الكندي "لي بيرثيوم Lee Berthiaume" ، الذي نشره في صحيفة "ناشيونال بوست في(1 فبراير/شباط 2012) ، اي بعد اعلان إتمام سحب القوات الكندية المقاتلة من أفغانستان بأيام ، " ان الكنديين باتوا على علم ويقين بأن حوالي 2000 جندي كندي أصيبوا في أفغانستان ، وأن إصابات الكثيرين منهم خطيرة ، منوها الكاتب الى ان هذه المعلومات قد حصل عليها من وزارة الدفاع الكندية ، التي أعلنت بشكل رسمي عدد المصابين من الجنود الكنديين في حربهم التي استمرت عشر سنوات في أفغانستان ، وان الذي ضاعف من حجم الإصابات في صفوف القوات المسلحة الكندية ، من قتلى وجرحى ، هي ان القوات الكندية تموضعت في مسؤولياتها في ولاية "قندهار" منذ سنة 2005 ، وهي من أكثر مناطق أفغانستان خطورة وسخونة ، لكونها معقلا من معاقل مقاتلي حركة طالبان الأفغانية ، ويؤكد " لي بيرثيوم" أن التاريخ سيكشف لنا عن دموية سنة 2009 ، التي تعرضت لها القوات الكندية على يد مقاتلي حركة طالبان ، حيث تعرضوا للعديد من الكمائن والعمليات الانتحارية ، وإطلاق الصواريخ ، وزرع العبوات والألغام ، بالإضافة الى ما تعرضت له القوات الكندية من خسائر على ايدي القوات الصديقة ، وفي هذا العام وحده قتل 32 جنديا كنديا وجرح 454 آخرين ، الا أن اعداد وزارة الدفاع لم تتضمن اسماء اولئك الآلاف من الجنود الكنديين الذين يعانون من الأمراض والإجهادات النفسية والأضرار المعنوية بسبب الصدمة التي تعرضوا لها في جبال أفغانستان ، ووفقا لدراسات حديثة لوزارة الدفاع الكندية ، توقعت ان حوالي 13,2% من القوات الكندية التي خدمت في أفغانستان والبالغ عددها 40 الف جندي ،تعرضوا للإصابات النفسية والتي لا تقل ضررا عن الإصابات الفعلية المباشرة ، وان شؤون قدامى المحاربين Veterans Affairs Canda " أعلنت عن ان حوالي 6732 جندي كندي من المحاربين في أفغانستان تعرضوا لإصابات العجز .
اهتمت مراكز البحوث والدراسات الكندية في ملاحقة ومتابعة الوجود الكندي المسلح في افغانستان ، وهو أمر أقلق كافة الأحزاب والتوجهات الكندية ، من هذه المراكز ، مركز " الفشل في الحرب Echec ala Guerre" " echecalaguerre.org" ، الذي عمل دراسة مستفيضة حول دور كندا في احتلال أفغانستان ، وهو بمثابة وثيقة بيضاء او كتاب أبيض معبرا عن آمال وطموحات الشعب الكندي ، انقسمت الوثيقة الى خمسة أقسام ، والتي احتوت على ثمانية عشر سؤالا ، حيث خلصت تلك التساؤلات الى الاستنتاجات التالية :
- الحرب على أفغانستان ليست حربا عادلة ، وغزو أفغانستان لم يحصل على تفويض من مجلس الأمن الدولي ، ولا يمكن اعتباره تبري لغزو بالتذرع بالدفاع عن النفس .
- إعادة الإعمار ، وبناء الديمقراطية في أفغانستان هي مجرد دعاية في اسوأ الأحوال ، فبعد خمس سنوات من التدخل الأجنبي ، لا زال البلد في وضع كارثي ، ويتبين ان لا علاقة للنوايا الحسنة على ما يحدث في أرض الواقع .
- في الواقع ، كان الهدف من هذه الحرب بناء نظام موالي للمصالح الأمريكية ومصالح حلفائها ، وهذا الهجوم الواسع والذي سمي بـ " الحرب على الإرهاب" ، لم يكن الهدف منه الا توسيع رقعة الإمبراطورية الأمريكية في آسيا الوسطى ، والشرق الأوسط ، وشرق اوروبا ، وهو الهدف الحقيقي من وراء تلك الحرب .
- تُشارك كندا في هذه الاستراتيجية الأمريكية ، وذلك من أجل الحفاظ على شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وتوقعنا ان تستفيد الشركات الكندية .
لجميع هذه الأسباب ، التي خلصت اليها مجموعة " فشل الحرب "الكندية ، ندعوا القوات المسلحة الكندية المقاتلة للإنسـحاب من أفغانستان .
حتى رئيس وزراء الحكومة الكندية " ستيفن هارير" عبر عن رأيه بكل صراحة وشجاعة ووضوح حول وجود القوات الكندية في أفغانستان ، وحول الاحتلال الأطلسي لذلك البلد ، حيث صرح في (1 مارس/آذار 2009) :" إن التمرد في أفغانستان لا يمكن دحره ، وان كندا لن تقدم المزيد من القوات دون استراتيجية واضحة للخروج ، وأن أفغانستان بحاجة الى حكومة من سكان البلاد يمكنها إدارة التمرد ، إننا لن ننتصر في هذه الحرب لمجرد بقائنا ، ان رأيي بصراحة ، هو أننا لن نتمكن ابدا من هزيمة التمرد ، وقال ايضا:"أن وجهة نظره في التاريخ الأفغاني هو ان البلاد في حالة تمرد دائمة ، وإذا ظننا أننا سننوب عن الأفغان في حكم أفغانستان ، وأننا سنكون على المدى الطويل مسؤولين عن الأمن اليومي في أفغانستان ، ونرى ذلك البلد يتحسن "فإننا مخطئون" ، بينما جاء الكاتب والصحفي الكندي" موراي بروستر" لعبر عما يختلج فؤاد كل كندي تجاه ما تقدمه بلاده من ضحايا وإصابات بشرية كبيرة في ارض الميدان في أفغانستان ، من خلال استعراضه لكتاب وضعه الصحفي والإعلامي الكندي " غرام سميث" بعنوان :" كندا تخسـر الحرب في أفغانستان ""Canda Lost Afghanistan War" ، فأورد في مقدمة كتابه المثير ، "أننا خسرنا الحرب في جنوب أفغانستان ، وتحديدا في "ولاية قندهار" ، وأن الحرب قد كسرت فؤادي " ، والمؤلف كان مراسلا في أفغانستان لصحيفتي " غلوب و مال Globe and Mail" وقد عبر في كتابه عن ان مواجهة التمرد الذي تشهده أفغانستان لن يحقق انتصارا ، وذلك ما علمنا اياه التاريخ ، بان حركات التمرد وحروب العصابات دائما هي التي تكسب المعركة ، وما يدور في جنوب أفغانستان ، وتحديدا في "ولاية قندهار" لأمر في غاية الخطورة ولا يمكن دحره ""ذي كنديان بريس The Canadian Press" 27 سبتمبر/أيلول 2013" ، كما لخص " غرام سميث" رؤيته ورؤية الشعب الكندي المتشائمة تجاه تلك الحرب في كتابه الجديد الذي يعده للنشر والذي حمل اسما غريبا وهو :" الكلاب تأكلهم الآن The Dogs are eating them now" ، وهي إشارة من المؤلف الى جثة جندي كندي فقد في جنوب أفغانستان ولم يعثر عليه " .
أحدث مشاركة كندا بقوات مقاتلة في أفغانستان ، وتعرض تلك القوات للقتل على يد حركة طالبان الأفغانية ، أحدثت أزمات سياسية كبيرة داخل البرلمان الكندي ، ولدى الرأي العام الكندي ايضا ، لاسيما الضغط الشعبي ، ممثلا بأهالي الضحايا والمصابين العائدين من أرض أفغانستان ، وقد أثمرت تلك الضغوطات بحمل الإدارة الكندية على اعادة النظر في وجود قواتها المُقاتلة على أرض أفغانستان ، بل واتخذت القرار بالإنسحاب الكامل والنهائي من جنوب أفغانستان ، غير عابئة بردود أفعال دول حلف شمال الأطلسي ، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية ، فالحرب الكندية الأولى منذ نصف قرن ، أنتهت في الساعة 11,18 صباحا بتوقيت "قندهار" ، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 7 يوليو/تموز 2011م ، حيث أقيمت احتفالات رسمية بهذه المناسبة ، حضرها ووقعها عن الجانب الكندي " العميد دين ميلنر Dean Milner " ، وعن الجانب الأمريكي "الميجر جنرال جيمس تيري" القائد العام لقوات "إيساف" ، في جنوب أفغانستان ، والذي سلم المهمة الى "العقيد تود وود " Tod Wood" أحد كبار ضباط حلف شمال الأطلسي ، ورحبت كافة الصحف الكندية بهذا القرار ، واعتبرته لمصلحة الشعب الكندي اولا وأخيرا .
محادثات لوضع اللمسات الأخيرة على ممر للمساعدات إلى غزة
أول رد من راغب علامة بعد منعه من الغناء في مصر
منتدى استثماري سعودي سوري يعقد الأربعاء في دمشق
إنجلترا تبلغ نهائي بطولة أوروبا للسيدات على حساب إيطاليا
وزير الاقتصاد الرقمي: مساعٍ لتوفير آلاف الوظائف بحلول 2033
الدولة الوطنية وحساسيات الهوية
سيدي أبي مدين التلمساني/ بين العرفانية والتخييل
تونس بعد أربع سنوات من انقلاب قيس سعيّد
افتتاح معرض فني وتاريخي يوثق مسيرة الملك المؤسس
التربية تدعو هؤلاء لإجراء المقابلات الشخصية لوظيفة معلم/ـة
سيدة تعثر على أبو بريص في وجبة شاورما من مطعم شهير بعمان
فصل الكهرباء عن هذه المناطق غداً من الساعة 8 صباحاً حتى 6 مساءً
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
وظائف شاغرة في مؤسسات حكومية .. تفاصيل
نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة التربية .. رابط
رئيس وزراء السودان يتعهد بإعمار الخرطوم
مواعيد الترخيص المتنقل المسائي في لواء بني كنانة .. تفاصيل
مكافحة الأوبئة يعلن عن وظائف شاغرة .. صورة
مراهق يقتل شقيقته طعنا جنوب إربد
مستشفى السويداء مقبرة جماعية .. صور
نفي مزاعم حول مغادرة الرئيس الشرع وعائلته سوريا
بديل جديد للسجن .. الجريدة الرسمية تنشر تعليمات المراقبة الإلكترونية