أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 31
أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 31
" النموذج الآخر للإمبراطوريات المهزومة "
اما عن الضباط الأردنيين الذين قضوا نحبهم في أفغانستان ، ففي 30 كانون الأول 2009 ، قتل الضابط النقيب علي بن زيد (33 سنة) في قاعدة سرية شرق أفغانستان ، مستهدفا الانفجار الانتحاري عناصر من وكالة المخابرات المركزية الأميركية"السي أي إيه"، قتل منهم سبعة، وقد استهدف هذا الهجوم الانتحاري الذي تبنته حركة طالبان ، قاعدة "تشايمان" المتقدمة في "إقليم خوست" القريبة من الحدود مع باكستان (وكالة الأنباء الأردنية بترا، 4كانون الثاني 2010)، وقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مسئولون امريكيون واردنيون :"إنه على الرغم من أن مساهمة الأردن في مكافحة الإرهاب في أفغانستان نادرا ما يُعلن عنها ، الا ان المملكة تلعب دورا هاما متناميا في الحرب ضد تنظيم القاعدة ومجموعات أخرى ، وفي بعض الأحيان في دول تتخطى الشرق الأوسط ، ووصفوا هذا الدور بالهام جدا في استراتيجيتهم لمكافحة الإرهاب (واشنطن بوست ، 4/1/2010).اما مقتل الملازم الأول " ماجد عامر ابو القديري" فجاء من خلال إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في (21 آذار 2011) ، انه في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا ، تعرضت إحدى قوافل المساعدات الإنسانية ودورية الحراسة المرافقة لها في منطقة "لوغار" بافغانستان ،لإنفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق ، مما أدى الى مقتل الملازم الأول" ماجد عامر ابو قديري " وإصابة كل من "الرقيب اول خليل اسماعيل علي الشطي" ، والرقيب "اسماعيل محمد بني اسماعيل" ، والعريف " محمد خير ممدوح العمور" ، والجندي اول " مخلد صياح كليب المراعبة (وكالة الأنباء الأردنية)، وقد وصف العقيد الركن "مخلد عواد السحيم " قائد قوة الحماية الخاصة الأردنية، مقتل الملازم "القديري" في "ولاية لوغار"، بان :" فقدان "القديري " له أثره على المهمة هنا في أفغانستان، فقد كان من خيرة الضباط الأردنيين ، ومن الأقوياء الذين لا يستسلمون، وكان يعمل جاهدا لرفع سمعة الأردن عاليا من خلال تقديمه المساعدات الإنسانية للمحتاجين وتضميد جراحهم"، وقال:" إن مثل هذه التفجيرات متوقعة في مناطق القتال ، بما أن قواتنا ترافق قوات التحالف والقوات الأفغانية ، ولن نتأخر عن تقديم المساعدات ، وهو النشاط الأهم للقوات الأردنية ، وسنمضي قدما بقدر المستطاع ، واستطرد قائلا:" ان القوات الأردنية فخورة بالوقوف الى جانب بلد مسلم ، والعمل جنبا الى جنب مع شركائنا في قوات التحالف ، "وسنستمر في محاربة التمرد" ، ونشر الخير ومد يد العون للشعب الأفغاني ، وان هذا الحادث الأليم لن يثني قواتنا عن القيام بمهمتها الإنسانية ، وسنستمر وبدون كلل في نشر الصورة الصحيحة عن الإسلام سعيا لتحقيق الخير والأمن للبشرية (انظر Centcom.mil/ar/news/Jordan )(9/6/2011) ، كما أعلنت وكالة الأنباء الأردنية "بيترا" بتاريخ 22 ايلول 2012 ، نقلا عن مديرية التوجيه المعنوي للقوات المسلحة الأردنية :"أنه في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا تعرض أحد مواقع القوة الأردنية المنفتحة في أفغانستان ، والتي تعمل في مجال المهام الإنسانية لمساعدة الشعب الأفغاني الصديق في ولاية " لوغار" الى سقوط اربع قذائف صاروخية ، مما أدى الى استشهاد الملازم الأول "عبدالله سليمان نجيب النوافلة " ، من مرتب المنطقة العسكرية الوسطى ".
لقد ادى مقتل الضباط الأردنيين الى ظهور مُعارضة شعبية ، وان كانت محدودة وعلى نطاق ضيق جدا ، ضد الوجود العسكري القتالي في أفغانستان ، صحيح ان عدد القتلى لا يستوجب القلق والخوف ، ولا يستدعي إثارة الضجة تجاهه ، اذا ما قارنا تضحيات الجيش الأردني بتضحيات قوات الدول الأخرى المشاركة في أفغانستان ، وهنا نشير الى حقيقة غاية في الأهمية ، وهي ان عدد سكان الأردن قليل جدا ، وان المجتمع الأردني القبلي والعشائري يعرف بعضه بعضا ، ولذلك فهو يتأثر بشكل كبير ومباشر على سقوط قتلى في ساحات المعارك في افغانستان ، وان كانت اعدادهم قليلة ، ربما يقتل مثلهم او اكثر في حادث مروري ، الا ان وجودهم في أفغانستان يوحي بمخاطر كبيرة ومخاوف أكبر على حياة الجنود الأردنيين في أفغانستان ، نظرا لما عرف عن أفغانستان من شراسة وشكيمة قوية في القتال ، من هنا ، انطلقت اصوات ، وان كانت قليلة باديء الأمر ، تحتج على المشاركة الأردنية القتالية في افغانستان ، وكان للتسريبات التي اطلقها موقع "ويكيليكس" حول مشاركة القوات الأردنية بمهمات قتالية وأمنية في أفغانستان ، صداه الكبير على الشارع الأردني ، علما بان الشعب الأردني لم يبدي اية معارضة على مشاركة القوات الأردنية منذ سنة 2002 ولغاية نهاية ديسمبر 2009 ، مقرا بها تمام الإقرار لعلمه ان المشاركة هي إنسانية بالدرجة الأولى ، وهي لخدمة الشعب الأفغاني المسلم ، وعودة الى "ويكيليكس" الذي كشف عن برقية حررها السفير الأمريكي في عمان " روبرت بيكروفت" ، يوم 7 يناير/كانون الثاني 2010 ، :"أن الأردن أرسل قوات أرضية وعمليات خاصة لأفغانستان ، وأنه استجاب "بشكل استثنائي لطلب الحكومة الأمريكية مساهمات عسكرية دعما للأولويات الأمنية والإقليمية والدولية " ، وأضافت البرقية :" أن الأردن نشر يوم 3 يونيو/ تموز 2009 ، كتيبة مشاة من 720 جنديا في "ولاية لوغار" بأفغانستان ، حيث قامت بعمليات أمنية مع فرقة "سبارتاك" الأمريكية ، ونشرت بهدف دعم الانتخابات في المقاطعة ، وتقوم بعمليات أمنية روتينية " ، كما أشارت الوثيقة الى إسهامات الأردن في أفغانستان ، ومنها المستشفى العسكري الميداني والذي قالت :"أنه عالج منذ العام 2003 أكثر من 750 الف مريض أفغاني ، وان الأردن كان من اوائل الدول التي ارسلت فرق إزالة الألغام الى أفغانستان ، كما درب الخبراء الأردنيون كادرا من 50 شخصا من قوة مكافحة الإرهاب في الجيش الأفغاني ، كما أكدت البرقية :"أن الجيش الأردني يتحمل رواتب جنوده المنتشرين بافغانستان ، في حين تشير برقية ثانية للسفير " روبرت بيكروفت" يوم 22 يناير /كانون الثاني 2010 "أن عدد القوات الأردنية بافغانستان يبلغ 850 جنديا ، وان الأردن عرض تدريب علماء دين أفغان لمواجهة "الإيديولوجيات المتطرفة " في جامعة آل البيت الأردنية " ، كما تضمن العرض الأردني تدريب قوات خاصة أفغانية لمكافحة الإرهاب وارسال طائرات اردنية وطيارين للمشاركة بمهمات قتالية ، لكن المسئولين الأمريكيين اعتذروا غت قبول عرض الطيارين "،(الجزيرة ، 10/2/2010).
راح الشارع الأردني يتململ ويعلن عن موافقته او رفضه للوجود العسكري الأردني في أفغانستان ، حيث انقسم الشارع الى مؤيد ومعارض على تلك المشاركة ، فصدرت بيانات رسمية وشعبية ، الشعبية ، التي رفعت شعار " أفغانستان ليست حربنا" تضمن القوى اليسارية واليمينية الأردنية ، منها الدينية ومنها القومية والناصرية والبعثية ، ولدت الحملة بتاريخ 12 يناير/كانون الثاني 2010 ، ثم تلاها بيان صادر عن جبهة العمل الإسلامي ، بتاريخ 12ديسمبر /كانون الأول 2010 ، رد الحكومة على تلك البيانات بتاريخ 13 ديسمبر/كانون الأول 2010 ، ثم بيان صادر عن "اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين الأردنيين ، بتاريخ 16 ديسمبر /كانون الأول 2010 ، ثم بيان صادر عن " دائرة الإفتاء الأردنية بتاريخ 17 ديسمبر /كانون الأول 2010 .
" ليست حربنا" ، أعلنت بتاريخ 12 يناير /كانون الثاني 2010 ، أي عقب شهر ونصف على تفجير قاعدة "خوست" الأفغانية ومقتل النقيب الأردني "علي بن زيد " ، الأمر الذي أثار حفيظة بعض القوى السياسية والثقافية في الأردن ، منهم رابطة الكتاب الأردنيين ، التي اعتبرت التدخل العسكري الأردني في أفغانستان منافيا للدستور الأردني الذي يضع القوات المسلحة الأردنية في مكانه المخصص له وهو حماية الوطن وحدوده ، ومع ان الموقعين على البيان تختلف توجهاتهم الدينية والسياسية ، ولا يلتقون على قضية من القضايا ، اللهم الا معارضة الدولة الأردنية فحسب ، وقد أطلق المجتمعون عبارات مثل :" ليست حربنا ولا تليق بنا ، ولا تمثلنا ، ومناقضة لمصالح الأردن الحقيقية ، وصادمة لمشاعرنا ، حرب الإمبراطورية الأمريكية في العراق وأفغانستان ، مهما ابتدعت لها من اسماء وعناوين ، فالإرهاب الفاشي الذي يهدد الأمن والسلم العالمي هو الإرهاب الصهيوني ، الذي يشكل أخطر تهديد على وجود الأردن ومستقبله هو الأولى بالمواجهة والمقاومة "، وعند قراءة أبرز ما تضمنه البيان من نقاط ، نلاحظ أنها تخرج عن الهدف الذي طرحت من أجله ، وهي معارضة المشاركة الأردنية في الحرب على أفغانستان ، من ذلك مُطالبة الحكومة الأردنية بمراجعة سياساتها والعمل الجاد للتخلص من اتفاقية وادي عربة ، والتأكيد على ضرورة احترام إرادة المواطنين الأردنيين والتوقف عن مصادرة حرياتهم ، وبناء مناخ سياسي يؤسس لإصلاح سياسي حقيقي وتحول ديمقراطي ، ، والمطالبة بوقف التطبيع مع إسـرائيل(موقع القومي،13فبراير/شباط 2010) ، ونظرة على الأسماء الموقعة على البيان، فهم ينتمون الى اليسار واليمين والوسط ، القومي والديني والشيوعي ، بل منهم من يقبل الإحتلال الإيراني للمنطقة العربية ، ومنهم من يؤيد ذبح الشعوب العربية على يد ايران وروسيا .
وحول مدى جدوى المشاركة العسكرية الأردنية في الحرب على أفغانستان ، نوه الأمين العام السابق لجبهة العمل الإسلامي " زكي بني إرشيد" ، عن فحوى الفائدة التي سيجنبها الأردن من إنقاذ الأمريكان من ورطتهم في أفغانستان ، وتساءل حول إذا ما قررت القاعدة الانتقام من الأردن فهل ستمنعها امريكا التي لا تستطيع حماية جنودها من الضربات التي تتعرض لها في أفغانستان ، وقال:" أهذه حرب امركيا وللأسف لا يوجد اي دولة عربية متورطة معها سوى الأردن ، ورأى ان الحديث عن ملاحقة الإرهاب خارج الحدود وتعزيز الدور الأردني في أفغانستان ، يشير الى ان لدينا قدرات فائضة الأولى ان توجده قدراتنا هذه لحماية وطننا من المشروع الصهيوني الذي يهدد أمننا صباح مساء(الجزيرة 13يناير/كانون الثاني 2010).
ثم جاء بيان "علما الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي " الصادر بتاريخ 12ديسمبر /كانون الأول 2010 ، حيث أشار البيان الى جملة من من المواقف التي تؤمن بها جبهة العمل الاسلامي وأنصاره في الأردن ، تجاه مشاركة الجيش الأردني في الحرب على افغانستان ، من أبرز تلك المواقف التي أعلنها علماء الشريعة في جبهة العمل الإسلامي ، أنهم " يحرمون إرسال قوات عسكرية لتقاتل مع قوات التحالف بقيادة امريكا في افغانستان ، او في اي بلد آخر " ، كما ان البيان طالب "بعدم طاعة أي أمر في معصية الله "، ولتوضيح صورة المشهد اكثر ، فقد جاء في البيان النص التالي:" الواجب يحتم على حكام المسلمين أن يرسلوا جيوشهم للقتال في صف المجاهدين الأفغان ، ويحرم عليهم خذلان إخوانهم في أفغانستان ، او في أي بلد إسلامي محتل والتخلي عنهم ،...، وان القتال مع قوات التحالف برئاسة أمركيا ينافي مُقتضى الإسلام والإيمان ، فالأصل أن يأمن هؤلاء المسلمون في أفغانستان وغيرها من البلاد المحلة على دمائهم وأموالهم ، وان تلقوا من إخوانهم الدعم والإسناد ، لا أن يستبيحوا دماءهم وأموالهم". وقد استنكرت الحكومة الأردنية ، يوم الأثنين 13 ديسمبر/كانون الأول 2010 ، وعلى لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية "أيمن الصفدي" ، ما صدر عن حزب جبهة العمل الإسلامي من فنوى أعتبرتها مُسيئة للدور الأردني الكبير الذي تؤديه القوات المسلحة في مساعدة الشعب الأفغاني الشقيق ، في الحفاظ على أمنه واستقراره وتقديم الخدمات الطبية والإنسانية له ، مؤكدة على ان الأردن يعتز بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية وجميع الأجهزة الأمنية في مساعدة الأشقاء والوقوف الى جانبهم ، سواء في غزة او في أفغانستان ، او في أي مكان في العالم العربي والإسلامي ، وبالإسهامات الكبيرة التي تقدمها في حفظ السلام والأمن من خلال المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية " ، "وان الأردن سيستمر في تقديم العون والوقوف الى جانب الأشقاء بما فيهم الشعب الأفغاني الشقيق ، في مواجهة كل التحديات ، ولن يتهاون ايضا في فعل كل ما باستطاعته لحماية الأردن والأردنيين ، وأمنهم واستقرارهم من اي جهة تستهدفهم وفي اي مكان وجدت "(وكالة الأنباء الأردنية ، بترا، 13/12/2010)
محادثات لوضع اللمسات الأخيرة على ممر للمساعدات إلى غزة
أول رد من راغب علامة بعد منعه من الغناء في مصر
منتدى استثماري سعودي سوري يعقد الأربعاء في دمشق
إنجلترا تبلغ نهائي بطولة أوروبا للسيدات على حساب إيطاليا
وزير الاقتصاد الرقمي: مساعٍ لتوفير آلاف الوظائف بحلول 2033
الدولة الوطنية وحساسيات الهوية
سيدي أبي مدين التلمساني/ بين العرفانية والتخييل
تونس بعد أربع سنوات من انقلاب قيس سعيّد
افتتاح معرض فني وتاريخي يوثق مسيرة الملك المؤسس
التربية تدعو هؤلاء لإجراء المقابلات الشخصية لوظيفة معلم/ـة
سيدة تعثر على أبو بريص في وجبة شاورما من مطعم شهير بعمان
فصل الكهرباء عن هذه المناطق غداً من الساعة 8 صباحاً حتى 6 مساءً
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
وظائف شاغرة في مؤسسات حكومية .. تفاصيل
نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة التربية .. رابط
رئيس وزراء السودان يتعهد بإعمار الخرطوم
مواعيد الترخيص المتنقل المسائي في لواء بني كنانة .. تفاصيل
مكافحة الأوبئة يعلن عن وظائف شاغرة .. صورة
مراهق يقتل شقيقته طعنا جنوب إربد
مستشفى السويداء مقبرة جماعية .. صور
نفي مزاعم حول مغادرة الرئيس الشرع وعائلته سوريا
بديل جديد للسجن .. الجريدة الرسمية تنشر تعليمات المراقبة الإلكترونية