هل أصبح الجيش والامن هما العدو الإستراتيجي للشعوب العربية ؟

mainThumb

09-09-2011 08:36 PM

 تواجه اجهزة الجيش والامن في البلاد العربية تحديات جديدة مصاحبة للاضطرابات او(ما يسمى بالثورات!) التي تعاني منها الدول العربية ، حيث تتعرض الجيوش العربية الى حملة اعلامية تحريضية منظمة تظهر الجيش بانه منسلخ عن الشعب وانه يعمل ضد الشعب، وتخصص الفضائيات المشبوهة جزءا كبيرا من وقتها لتشويه صورة الجيش من خلال فبركة الاخبار والصور المختلفة بغرض خلق حالة من الاحتقان والغضب من قبل الشعوب تجاه حكوماتها ممثلة بالجيش ورجال الامن.

 ففي ليبيا تم تجريد الجيش الليبي(قوات الشعب المسلح) من اسمه واصبح يطلق عليه اسم كتائب القذافي كي يوحي هذا الاسم بانه لا يوجد اي جيش وان هذه القوات هي مجرد كتائب تخص القذافي المستميت في البقاء في الحكم رغما عن شعبه،لا جيشا وطنيا نظاميا يدافع عن الارض والشعب ويمثل كل شرائح المجتمع، بالاضافة الى ذلك تم اطلاق تسمية المرتزقة على اصحاب البشرة السمراء لتبرير قتلهم والصاق الجرائم بهم وامعانا في الاساءة لوطنية قوات الجيش الليبي والتشكيك بانتمائهم.

ومن الحملات التحريضية المنظمة التي تعرض لها الجيش الليبي اتهامه بإبادة المدنيين وقصفهم بالطائرات، واقتراف جرائم الاغتصاب وتعاطي المقويات الجنسية التي زعموا ان الحكومة تقوم بتوزيعها على الجنود، وقد اثبتت لجنة تقصي الحقائق بطلان هذه الاكاذيب ، واثبتت الادلة والوقائع أن من يسمون انفسهم بالثوار هم الذين يقتلون ويغتصبون ويمثلون بالجثث ويستعينون بمرتزقة من مختلف الجماعات الإجرامية ومن جنسيات مختلفة.

وفي سوريا تم تشويه صورة الجيش السوري (حماة الديار) وتصوير الجيش السوري بانه في منتهى الوحشية والهمجية وبانه يحرك دباباته لابادة المدنيين وليس لحماية المدنين في المناطق التي تعرضت لهجوم الجماعات المسلحة ، على الرغم من ان تدخل الجيش كان ضرورة وواجبا وطنيا لحماية المدنيين والذود علن الوطن وتلبية لاستغاثة المدنيين الذين تعرضوا للترويع والقتل في البؤر التي عاثت فيها العصابات الاجرامية والجماعات التكفيرية، الا انه يتم تصوير الجيش بانه يقوم بابادة الشعب وتدمير القرى وقتل الابرياء والمدنيين.


 وقد تعرض رجال الامن في جسر الشغور الى مجزرة مخيفة حيث تم الكشف عن مقبرة جماعية ارتكبتها التنظيمات الاجرامية المسلحة بحق عناصر المركز الامني في جسر الشغور وتم التمثيل بجثث الشهداء التي تعرضت لتقطيع الرؤوس والاطراف بالسواطير، وعلى الرغم من اعتراف هذه التنظيمات بارتكاب المجازر وبتنفيذ المقابر الجماعية بحق افراد الشرطة والامن في جسر الشغور وتاكيد الخبر من قبل وسائل الاعلام الغربية الا ان التضليل الاعلامي والحرب النفسية كانت تعمل على اخفاء هذه الجرائم بل اتهام النظام السوري بانه هو الذي قام بتنفيذ هذه المجزرة بحق رجال الامن بحجة انهم رفضوا اطلاق النار على المتظاهرين المدنيين السلميين !!

وقامت المجموعات الاجرامية ايضا بالقاء جثث شهداء الجيش والامن في نهر العاصي بعد قتلهم حيث طفت جثث الضحايا فوق المجرى الذي تلوثت مياهه بالدماء، ويظهر الفيديو الذي قامت المجموعة نفسها بتصويرة كيف يقومون بعملية القاء الجثث مع مصاحبة صيحات التكبير!

ومع ان الفيديو ترد فيه مفردات بذيئة تشتم الجيش، الا ان الآلة الاعلامية قلبت الصورة وتم عرض الفيديو على ان شبيحة النظام(اي رجال الامن) هي التي تقوم بالقتل والقاء الجثث، وقد تم تجاهل الاعتداءات التي تعرض لها الجيش ورجال الامن من قبل معظم وسائل الاعلام لحجب الحقائق، بالاضافة الى انكار وجود جماعات ظلامية تكفيرية تدميرية، وانكار وجود مسلّحين و بؤر مسلّحة، وانكار وجود مشاريع إمارات طالبانية.

ويتعرض الجيش السوري الى محاولات دنيئة لتقزيمة والاساءة له والاستخفاف بتاريخه ونضاله وصموده وعروبته، وذلك من خلال ترويج مقولات السخرية من المقاومة والممانعة المشهود بها للجيش السوري والحكومة السورية وذلك امعانا في تشويه صورة الجيش وخدمة للاجندات الخارجية المشبوهة.

 وفي مصر يتم التحريض ضد الجيش المصري ورجال الامن بطريقة منظمة من قبل جماعات مشبوهة تلقت تدريبات من قبل منظمات مشبوهة على كيفية قلب انظمة الحكم واستفزازرجال الجيش والامن، حيث يعمل بعض من يسمون انفسهم ثوار بشكل دؤوب على اثارة الوقيعة والفتنة بين الجيش والشعب لضرب هيبة الدولة وافقادها السيطرة على زمام الامور وتشتيت جهود الحكومة بهدف اغراق البلاد في الفوضى وجرها الى الفتنة ، هذا عدا توجيه الاهانات والاستخفاف بافراد الجيش والامن.

وفي كل يوم تتكشف حقائق كثيرة حول الاعتداءات التي تعرضت لها اقسام الشرطة بالحرق والتخريب بالاضافة الى قتل رجال الامن على ايدي عصابات لها اجندات خارجية اثناء الثورة وبعدها، حيث تم توجيه اصابع الاتهام الى رجال الامن بقتل المتظاهرين في ميدان التحرير، وتم التجاهل ايضا عن شهداء الامن الذين سقطوا ضحية تلك الاعتداءات، وقد ازدادت حالات الاعتداء على الشرطة والجيش في ظل التدهور الامني ما بعد الثورة، مما ادى الى وقوع ضحايا من قوات الشرطة والقوات المسلحة خصوصا في أحداث العريش التى تمثل ذروة الإجرام والتعدى على قوات الشرطة والجيش.

وامعانا في الاساءة للجيش المصري قامت في الآونة الاخيرة منظمات غير حكومية متهمة بتلقي تمويلات من جهات غير مشروعة في مصر بالتهديد برفع شكوى ضد الجيش المصري لدى الامم المتحدة.

ومن الظواهر المشتركة فيما يسمى ب(الثورات!) ظاهرة تسخير اللغة كوسيلة للتحريض والتاثير على العقول، وذلك باستخدام تسميات جاهزة مقصودة ومدروسة والصاقها برجال الامن والجيش ، بالاضافة الى ترديد المصطلحات المحلية المتداولة في البلاد العربية التي تعاني من الاضطرابات(الثورات!) مثل المصطلحات التي تشير الى المجرمين وقطاع الطرق كمصطلح "البلطجية" و"البلاطجة" و"الشبيحة" للاشارة الى رجال الامن وحفظ النظام ، بهدف تشويه صورتهم واظهارهم بالمظهر الوحشي الهمجي ونزع الصفة الرسمة والاخلاقية عنهم، للعمل على خلخلة بنية المجتمع من خلال ايجاد شرخ في العلاقة بين الشعب وبين الشرطة والامن لتبرير العصيان والتمرد وانتشار الجرائم ومن ثم الصاقها برجال الامن لافقاد الدولة هيبها وقدرتها على السيطرة على مجريات الاحداث في البلاد.

 ومن القواسم المشتركة ايضا لما يسمى بـ(الثورات!) فبركة وتكرار الاشاعات التي تتعلق بوجود تمردات عسكرية أو أمنية, بهدف تفكيك الجيش وإحداث انشقاقات في داخله، واغتيال أكبر عدد ممكن منه، لإضعاف معنوياته وعقيدته العسكرية والتفريق بين الجيش وقياداته ، وذلك من اجل القضاء على أهم مؤسسة من مؤسسات الدولة، لزعزعة ثقة الشعب بقياداتهم امعانا في تضليل الشعب واتهام الدولة , ولكي ينسبوا للدولة افعالهم ويحمّلوها المسؤولية.

ومن القواسم المشتركة ايضا الاكاذيب التي تتعلق بالمقابر الجماعية التي كان لها دور كبير في الترويج لاحتلال العراق ، والتي يتم استخدامها حاليا لاحداث حالة من الاحتقان والغضب والغليان بين الجماهير بغرض تحريض الشعوب ضد حكوماتها، واستغلال هذه المزاعم والصور من قبل المعارضة المشبوهة للتمهيد بالتدخل الاجنبي الخارجي.

 وقد لعب القناصة دورا خطيرا في زعزعة امن الدولة وتاجيج نار الاحتجاجات والمظاهرات في مصر وسوريا وليبيا واليمن ، ففي بداية الاحداث تم توجيه اصابع الاتهام الى رجال الامن على الرغم من سقوط قتلى من افراد الامن برصاص القناصة الا ان ذلك لم يشفع لهم فلم يتم تصديق الرواية الحكومية التي انكرت مسؤوليتها عن القتل، وفي كل يوم تتكشف الحقائق المذهلة عن دور القناصة المشبوه والمرسوم بدقة في اشعال الفتنة بين الدولة والمتظاهرين، وعمدت الفضائيات المشبوهة الى انكار وجود (قنّاصة) والصاق التهمة بالدولة ، وتم تبرير ذلك بان الدولة هي التي اصدرت الاوامر باطلاق النار على رجال الامن والشرطة بحجة رفضهم للاوامر باطلاق الرصاص على المتظاهرين، واتهام الحكومات بجميع تلك الأعمال الإجرامية, بغية صبّ الزيت على النار من خلال وسائل الاعلام لتصعيد الاضطرابات, وتوفير المادة المطلوبة لأصحاب المخططات في الخارج.

 اما في الاردن فان الوضع يختلف عن باقي البلاد العربية ، ومع ذلك فقد كان هناك هجوم مبالغ وغير مبرر على رجال الامن اثناء بعض التظاهرات التي حدثت في عمان، فقد انبرت الاقلام والرسوم للمبالغة في تصوير قصة رقيب السير الذي هجم على احد المتظاهرين وهو يحمل منقلا ، ولم يتساءل احد عن السبب الذي دفع رقيب السير الى حمل المنقل والهجوم على احد الاشخاص ، وهذا ليس تبريرا للاعتداء على المتظاهرين بل هو تساؤل عن الهدف من الانشغال بقصة المنقل والمبالغات التي جرت في تصوير شرطي يضرب مواطن او صحفي، لكن في المقابل كان هناك تجاهل كبير حول الاعتداءات والاستفزازات والشتائم التي تعرض لها رجال الامن .

 قد تبدو هذه القصص بسيطة وتافهة لكنها تحمل في طياتها مدلاولات خطيرة وغير صحية خصوصا في الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة العربية، وذلك لانها تشكل استهدافا واستعداء لرجال الامن سواء كان ذلك مقصودا او غير مقصود.

بنظرة سريعة نرى ان هناك اجحافا وتحريضا اعلاميا متعمدا ضد افراد الجيش والامن، ومحاولات مقصودة لاستعدائهم وخلق مشاعر معادية من قبل الشعب والمتظاهرين،حيث اصبحت اجهزة الجيش والامن في حالة دفاع وانكار للمزاعم والاتهامات المنسوبة لها ، كل ذلك بهدف تقويض ركيزة وهيبة الدولة ونخرها من الداخل على ايدي ابنائها حتى يسهل تفكيك بنية الدولة واثارة الفتن والقلاقل فيها تمهيدا لاشعال نار الفتنة الطائفية والحرب الاهلية حتى تصبح لقمة سائغة للمخطط الاستعماري الغربي الصهيوني .

يجب ان لا تغفل الشعوب العربية بان افراد الجيش والامن يمثلون كل قطاعات وشرائح المجتمع وبان همومهم من صلب هموم مجتمعاتهم وان اعدائهم هم نفسهم اعداء الوطن والشعب لا انفصام بينهما مهما كانت المحاولات لايجاد شرخ بينهما، وبانهم مجندون ومكلفون بمهمة الدفاع عن الوطن وحماية الشعب، تحية اكبار واعتزاز الى جميع افراد الجيش والامن في مختلف بلادنا العربية ، اعانهم الله على الصمود والتصدي للعدوان الذي تتعرض له امتنا في هذه الاوقات العصيية ، ورحم الله ارواح الشهداء الذي سقطوا في هذه الاحداث .

sawsanapril@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد