الصهيوني برنار ليفي يؤبن القذافي

mainThumb

04-12-2011 08:12 PM

شيطان بهيئة انسان متأنق يلبس قميصا ابيضا ويملك قلبا اسودا، انه نذير شؤم تفوح منه رائحة الموتى والجثث المجهولة والحرب الاهلية والمجازر المرعبة، اسمه مرتبط بنحيب الاطفال وصراخ الضحايا والايتام والثكلى والجوعى ، هو بائع متجول ينثر بذور الدمار والخراب والكراهية والتقسيم .

 انه فيلسوف الحرب الصهيوني برنار هنري ليفي المبعوث الرئاسي الفرنسي والمنظر والراعي للثورات العربية، برنار ليفي الساعي للرئاسة في اسرائيل والمتعصب للحلم الصهيوني العظيم والمؤمن بالديموقراطية التي يتمتع بها الجيش الاسرائيلي.

 هذا الرجل مؤمن جداً بالناتو ومبدأ "حق التدخل"، فقد دعا لتدخل الناتو في يوغوسلافيا سابقاً واكد ان التدخل في العالم الثالث بدواعي إنسانية ليس "مؤامرة إمبريالية" بل أمر مشروع تماماً، وكان من أشرس الداعين للتدخل الدولي في دارفور، بالاضافة الى كونه صحفي ورجل ميدان فهو يمتلك معرفة جيدة بالتركيب الطائفي والعشائري والمذهبي للشعوب العربية، حيث يعمل على تسخير هذه المعرفة في تفكيك البلدان وتأجيج الحروب الاهلية والمذهبية .

 فضائل ليفي على شعوب الارض كثيرة ولا تحصى، فقد روج للحرية والديموقراطية وساهم في تحرير البوسنة والهرسك وصربيا وافغاستان والصومال وساحل العاج وجنوب السودان وليبيا، وهو يفاخر دائما بتواجده في المناطق الساخنة والمنكوبة، يفاخر بانه ساهم في تقويض الانظمة الحاكمة في تونس ومصر وليبيا، تبين الوثائق والصور تواجده في ميدان التحرير خلال الثورة وظهوره في مدينة بنغازي الليبية في بداية الاحداث ، حيث قام بالقاء كلمة امام حشد كبير من اهالي بنغازي داعما للثورة والثوار حيث قام بانزال العلم الأخضر الذي اعتمدته القيادة الليبية ورفع علم الملكية السنوسية البائده، وقد كان متابعا للعمليات العسكرية الميدانية مع المجلس الوطني الانتقالي ومتواجدا في الخطوط الامامية في الصحراء ومطلعا على الخرائط والخطط، ولما تكللت خططته ومؤامراته بالنجاح دخل مدينة طرابلس دخول الفاتحين وسط تكبير من يسمون انفسهم ثوارا.

تفتق ذهن ليفي عن نظرية عجيبة اسماها "نظرية القذافي" وهي نظرية لتبرير شن الحروب وتبرير التدخل السافر ، فيقول ان التدخل العسكري لحلف الاطلسي للاطاحة بالقذافي سيصبح "قاعدة قانونية" في تاريخ القرن الواحد والعشرين للتخلص من الأنظمة الاستبدادية، وبان هذه القاعدة ستطبق على النظام السوري حيث اكد ان النظام السوري ستتم الاطاحة به حسب السيناريو الليبي فيقول بكل تبجح "لم يبق سوى المشهد النهائي الذي لم تكتمل كتابته بعد" .

 دوّن برنار ليفي مغامرته عن ليبيا في كتاب أسماه (الحرب دون أن نحبها) وقد اختار عنوانا وقحا ومستفزا يبرر فيه انه مضطر للاعتداء على الشعوب وشن الحرب على الدول، يكشف هذا الكتاب كثيرا من اسرار المؤامرة على ليبيا وقتل الزعيم معمر القذافي والتي لعب فيها ليفي دورا كبيرا.

 يتحدث الكتاب عن الدور الفرنسي السري في إسقاط نظام معمر القذافي، وعن شحنات السلاح التي سلّمتها فرنسا للثوار الليبيين بالاضافة الى المدربين الفرنسيين كما اوضح دور الجنود الفرنسيين في سقوط طرابلس، وتحدث عن تواجده في بنغازي واجتماعه برئيس المجلس الانتقالي والقادة العسكرين في قلب غرفة العمليات، كما انه يروي بالتفصيل كيف اقنع الرئيس الفرنسي اليهودي نيكولا ساركوزي بالمشاركة دبلوماسيا ثم عسكريا في النزاع الليبي، بالاضافة الى بيان دور قطر في العدوان على ليبيا.

 تقول الاعلامية فوكار تعقيبا على هذا الكتاب ، "نحن أمام كتاب مثير للجدل ككاتبه، لأنها المرة الأولى التي نتلقى فيها هذا الكمّ الكبير من المعلومات، التي لم يتم التطرق إليها، لا في تقارير صحافية ولا تلفزيونية، عن كواليس حرب، وضعت أوزارها أيامًا قليلة قبل نشر الكتاب"، وتقول ايضا "نحن أمام ويكيليكس جديدة.

 تدفع بنا إلى إعادة النظر في كل ما قيل ويقال عن الثورة الليبية وعن حيثيات الإطاحة بنظام القذافي". اما ما يثير الدهشة بالفعل ويعقد الالسن فهو تصريح ليفي في كلمة القاها في مؤتمر بباريس للحديث عن كتابه حيث يقول لو لم أكن يهوديا ومخلصا لديني لما ذهبت إلى ليبيا ووقفت إلى جانب الثوار هناك... قمت بهذه الأعمال فقط من أجل ديانتي، وأنا فخور جدا بهذا...كنت واثقا من أن ما يحدث في الوطن العربي كان لصالح اليهود، لأن العالم شهد ايقاف أكبر الأعداء الذين كانوا يقفون في وجه إسرائيل ".

 انه بكل صراحة يقول للعرب اشربوا ماء البحر وافعلوا ما بدا لكم ، فنحن قادمون وانتم وايامكم الى زوال والزمن القادم هو زمن اسرائيل الكبرى وتربع الصهيونية، يقول انكم مغفلون حيث تم اللعب على عقولكم وتضليلكم وصدقتم بكل سذاجة ان ما يجري عبارة عن ثورات، وبان حكامكم شياطين ، لقد شربتم المقلب فجلبتم الاستعمار بايديكم ودمرتم بلادكم ، وقربتم اعدائكم وحاربتم اصدقائكم.

تتزامن اعترافات ليفي بذكرى مرور اربعين يوما على استشهاد القائد معمر القذافي واولاده، وتعد اعترافات هذا الصهيوني بمثابة اوسمة فخر وشجاعة بحق القذافي وابناؤه، كما تعد وصمة عار مجلجلة للمجلس الانتقالي والخونة والعملاء الذين تحالفوا مع الاعداء ضد بلادهم، وتعد ضربة قوية للذين انساقوا خلف سراب الديموقراطية والحرية وكانوا الوقود الذي تم استخدامه في الحرب على بلادهم، اعترافات هنري ليفي تنصف القذافي وتنتصر له في قبره، خصوصا عندما يصف القذافي بانه من اكبر الاعداء الذين يقفون في وجه اسرائيل.

 يحق لهذا الصهيوني ان يبتهج بانتصاراته لان ليبيا كانت محرمة عليه وعلى امثاله من الصهاينة والغرب، فقد كان القذافي صخرة عصية امام المطامع الاستعمارية وكان يشكل خطورة على النظام العالمي الجديد والمخطط الصهيوني.

ان المعلومات والوثائق التي نشرها هذا الافّاق توضح ضلوع الغرب والصهاينة في تدمير ليبيا، وتعرّي المجلس الانتقالي الليبي والدول العربية المتواطئة ، وهي في نفس الوقت تبين شموخ القائد معمر القذافي وتوضح حجم المؤامرة التي تعرض لها.

كما تبين تواطؤ الاعلام العالمي والعربي الذي كان له دور اساسي في اختلاق مختلف الاكاذيب والتعتميم على جرائم الحرب والتستر على كثير من الحقائق والاحداث التي كانت تجري في ليبيا، فلم تقم محطة الجزيرة ولا العربية مثلا بتغطية اجتماع ليفي بمئات الاشخاص في بنغازي مع انها قامت بتغطية احداث اقل اهمية.

شتان شتان ما بين ثورة الفاتح من سبتمبر التي قادها القذافي ضد الاستعمار والتبعية والتي كانت القدس" كلمة السر فيها، وبين ثورة 17 فبراير لجلب الاستعمار والتبعية والتي كانت كلمة السر فيها " برنار هنري ليفي" .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد