أدهم المخادمة ومباراة بثلاثة جماهير

mainThumb

15-10-2025 02:29 PM

ليلة أمس لاحظ أولادي حماسي الشديد لحضور مبارة السعودية والعراق، وسألوني: ليش بدك تحضر المباراة؟؟؟ وأصلا أنت مين بتشجع؟؟؟ السعودية ولّا العراق؟؟؟
فقلت لهم: بصراحة أنا بشجع الحكم؛ فضحكوا جميعا من الإجابة غير المعتادة، وسألوني عن أسباب هذا التشجيع الغريب، فبينت لهم أسبابي وقدروا جوابي واحترموه وانقلبوا معي لتشجيعه...

كانت مباراة السعودية والعراق مباراة حامية وحاسمة وفاصلة، وهذا النوع من المباريات يحتاج إلى حكم عادل، دقيق، صارم وجريء؛ فالعدل بغية الجميع، والدقة ضرورة لتحقيق العدل، والصرامة ركن الحزم الأول، والجرأة هي قدرة الحكم على التعامل مع معطيات اللحظة واللقطة، بكل إرث المهنية والخبرة التي يحملها دون أن يثنيه ضغط أو يلفته إغراء.

فلذلك كانت مباراة السعودية والعراق عندي وعند من يمتلك أسبابي في تشجيع الحكم مباراة بثلاثة جماهير؛ الجمهور السعودي الذي يطلب النصر لبلاده، وجمهور العراق الذي ينشد التأهيل لعراقه، وجمهور الحكم أدهم المخادمة؛ الذي ينشد جمال العدل ويشجع ابن بلاده.

وبالرغم من انتهاء تلك المباراة بالتعادل السلبي؛ إلا أنني قد وجدت أن الحكم قد سجل أجمل أهدافها؛ فلقد سجل هدف الرفق واللين حينما كان يمد يده؛ ليعين اللاعب الذي سقط أرضا على النهوض، وبالرغم من كل هذا الرفق واللين الذي يسكنه إلا أنه لم يتردد للحظة في تسجيل هدف الحزم والجرأة؛ عندما كان يمد يده ليشهر البطاقة الصفراء في وجه اللاعب الذي استحقها، وسجل حكمنا المبدع هدف المهنية والمهارة التحكيمية بكل تفاصيلها...
لن أدخل طويلا في التفصيل والتحليل والاستشهاد لتلك المباراة وسأكتفي بتلك اللقطات التي حققت لي فرحا على الصعيد الشخصي والوطني؛ فلقد رأيت منتجا رياضيا أخلاقيا أردنيا رفيعا ممتلكا لمهارات التعامل مع الكيف والكم والمقدار، بكل حزم وعزم ورفق واقتدار؛ فقد أدار حكمنا الدولي الاردني المهندس أدهم مخادمة مباراة اعتقد جازما أنها لم تأهل المنتخب السعودي فقط لكأس العالم، بل أهلته هو أيضا ليكون هناك مع الكبار في مونديال أمريكا 2026 ليبهرنا بعدله ودقته ورفقه وآدائه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد