رؤية ملكية ملهمة لمستقبل أردن قوي ومستدام

mainThumb

27-10-2025 10:41 AM

جاء خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، ليشكل خارطة طريق واضحة لمسيرة الدولة الأردنية في مواجهة التحديات الراهنة، واستكمال مسيرة التحديث في مختلف القطاعات. لقد حمل الخطاب الملكي مضامين عميقة تُجسد حرص جلالته الدائم على تمكين المواطن وتعزيز جودة الخدمات، وإرساء دولة المؤسسات القائمة على العدالة والكرامة والإنجاز.

إن تأكيد جلالته على أن "لا مجال للتراخي" في تطوير القطاع العام والنهوض بالنظام التعليمي والصحي والنقل، يعكس إيمان الملك بأن الإصلاح الحقيقي يبدأ من الإنسان ومن الخدمات التي تمس حياته اليومية. فالمواطن هو محور التنمية، والاستثمار في التعليم والصحة هو الأساس لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا، يواكب متطلبات العصر ويعزز تنافسية الأردن إقليمياً ودولياً.

كما وقف جلالة الملك بثبات أمام التحديات الإقليمية، مؤكداً أن الأردن سيبقى كما كان دائماً، صلباً في مواقفه تجاه القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. لقد لامسنا جميعاً صدق مشاعر جلالته وهو يخاطب أهلنا في غزة قائلاً: "سنبقى إلى جانبكم بكل إمكانياتنا، وقفة الأخ مع أخيه"، وهو الموقف الذي يعبر عن وجدان كل أردني يؤمن بعدالة هذه القضية وحق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة.

وفي الوقت ذاته، شدّد جلالته على الدور التاريخي للأردن في حماية القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية، في إطار الوصاية الهاشمية التي يضطلع بها بشرف وأمانة، وهي مسؤولية يحملها الهاشميون منذ فجر النهضة العربية.

لقد أعاد الخطاب التأكيد على أن خدمة الوطن واجب مقدس، وأن الأردن القوي بشعبه ومؤسساته سيبقى نموذجاً في الاستقرار والعطاء. وهذه الرسائل تلهمنا في مؤسسات المجتمع المدني لمضاعفة الجهد، وتوحيد العمل من أجل تعزيز قيم المواطنة والانتماء، وتمكين الفئات الأكثر ضعفاً، وخاصة الأطفال والنساء، الذين يمثلون أساس التنمية المستدامة.

ومن موقعنا في جمعية حماية الأسرة والطفولة، نؤكد التزامنا بالعمل وفق الرؤية الملكية، من خلال مشروعاتنا الهادفة إلى تمكين الأسرة الأردنية، وبناء جيل واعٍ قادر على المساهمة في نهضة الوطن وحماية مكتسباته.

إن خطاب جلالة الملك لم يكن مجرد توجيه سياسي، بل هو نداء وطني ومسؤولية جماعية تدعونا جميعاً – مؤسسات وأفراداً – إلى العمل الجاد والإيمان بقدرتنا على صنع التغيير.
فالأردن، كما قال جلالته، سيبقى قوياً بشعبه ومؤسساته، رافعاً راية المجد والعزة، وماضياً بثقة نحو المستقبل.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد