في الفاشر

mainThumb

29-10-2025 11:38 AM

تتكئُ الحياة على حافة الفناء، كأنها أنفاسُ مدينةٍ تُختبر في صبرها الأخير.
هناك نساءٌ يذوين بصمتٍ يشبه الجوع
وأطفالٌ تُغتالُ طفولتُهم قبل أن يكتمل فيهم النداء الأول للحياة
ورجالٌ يطويهم القهر كما تُطوى أوراقُ الصيف اليابسة في مهبّ الريح.
الجوع هناك ليس طارئًا، بل جارٌ قديمٌ يسكنُ البيوت، والموتُ ليس غريبًا بل ضيفٌ مقيمٌ على المداخل.
أما الدعم السريع، فتجوب الأزقة كما يجوبُ الصيادُ غابةً من فرائسٍ لا حول لها ولا صوت
تستفردُ بالعزل كما تستفردُ النيرانُ بورقٍ يابسٍ لا حيلة له.
الفاشر اليوم، تشبه غزة في مرثيتها المفتوحة، في دموعها التي لا تجد مناديل العالم كلها لتجففها.
تذكّروا الفاشر، فثمة مدينةٌ تموت على مهلٍ... كي لا تنطفئ دفعةً واحدة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد