البحث العلمي والابتعاث… دوائر لا تزدهر إلا بالحوكمة

البحث العلمي والابتعاث… دوائر لا تزدهر إلا بالحوكمة

01-12-2025 08:12 PM

في الجامعات، لا يُقاس التميز بعدد المباني ولا بعدد الطلبة، بل بقدرتها على إنتاج معرفة حقيقية وصنع باحثين قادرين على رفع اسم المؤسسة. وهنا تظهر أهمية حوكمة البحث العلمي والابتعاث باعتبارهما من أكثر الدوائر حساسية وتأثيرًا على سمعة الجامعة محليًا ودوليًا.
هذه الدوائر تتعامل مع منح، تمويل، فرص دولية، لجان أكاديمية، وتقييمات، مما يجعل الحوكمة فيها ضرورة لا ترفًا.

لماذا تحتاج هذه الدوائر إلى الحوكمة؟
1. توزيع الدعم والتمويل
لا بد من آليات شفافة تضمن وصول التمويل إلى المشاريع البحثية ذات القيمة الحقيقية، بعيدًا عن المجاملات أو العلاقات الشخصية. فتمويل مشروع ضعيف يعني إهدارًا للمال وإضعافًا لمكانة الجامعة العلمية.
2. لجان البحث العلمي
هذه اللجان يجب أن تعمل وفق معايير واضحة: تقييم محايد، اختيار عادل، قرارات موثقة، وغياب كامل لأي تأثير شخصي. اللجنة القوية ترفع مستوى البحث… واللجنة المسيسة تهدمه.
3. المنح والبعثات
الفرص الخارجية يجب أن تكون متاحة للجميع وفق شروط معلنة ومعايير تنافسية عادلة. اختيار غير مستحق يعني خسارة فرصة دولية كان يمكن أن تغيّر مستقبل طالب أو عضو هيئة تدريس.
4. منع تضارب المصالح
لا يجوز أن يقيّم عضو لجنة بحثًا هو شريك فيه، أو يرشّح لبعثة شخصًا يرتبط به بعلاقة مباشرة. الحوكمة هنا ليست تشكيكًا، بل حماية للنزاهة وضمان للعدالة.
البحث العلمي والابتعاث هما قلب الجامعة النابض، والحوكمة هي النظام الذي يحافظ على نبضه منتظمًا. جامعات اليوم لا تنافس بعدد الأساتذة، بل بنزاهة إجراءاتها، شفافية منحها، وعدالة لجانها.
وكل مؤسسة تعليمية تطمح للريادة تدرك أن الحوكمة ليست فقط إجراءات… بل ثقافة تُصنع، وثقة تُبنى، وسمعة تُصان.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد