النظام و الانتظام ؛ بين الكمال و الكلال ..
زارت سعاد محامية شرعية ، و دار بينهما الحوار التالي :
سعاد : أريد ان تفرق المحكمة بيني و بين زوجي بقضية شقاق و نزاع ؛ كيما أحصل على مهري كاملين ، حيث إنه يرفض تطليقي و يابى منحي مهري المؤخر و إيفاء المقدم .
المحامية : و هل الخلاف تشق معه الحياة الزوجية ؟ أحاولتما التفاهم و التصبر ؟ آستنفدتما وسائلكما إليهما ؟ سعاد : نعم . و إنه كذا و كذا ، و يفعل كذا و كذا ؛ فما عدت احتمل .
المحامية : لكن لا تأملي أن تحصلي على كامل مهريك من هذه القضية إلا أن يعترف هو بمسؤوليته ، و يقر بأنك لم تساهمي في جعل الحياة بينكما تصل هاتيك المواصيل .
سعاد : و لم لا ؟ المحامية : سيكلف القاضي حكمين محايدين من المحامين ؛ فيجلسان معكما للاستماع و لمحاولة الإصلاح ، ثم إن أبيتما ؛ فسيقدم كل منهما تقريرا إلى القاضي فيه النسبة التي يتحملها كل منكما من المسؤولية . وفي الغالب سيحكمان لك بما يزيد قليلا عن نصف مجموع المهرين . سعاد : نصف مجموع المهرين ! و لماذا ؟ و أين مظالمي من حساباتهم ؟ المحامية : ( هكذا تجري الأمور . هكذا هو النظام )!
سعاد : أي نظام هذا ! و كيف هؤلاء يحكمون ؟ المحامية : إنه في الغالب تكون الأمور مشتبكة ، و سيكون صعبا على الحكمين و القاضي إثبات مسؤولية أي منكما . لذا سيقسمون المسؤولية بينكما ؛ و كذلك المال ؛ ستأخذين أكثر من النصف بقليل لانك أنت من بادر بالشكوى .
و في قصة أخرى شائعة تقال عندها عبارة : ( هكذا تجري الأمور ) ؛ لجأ محمد إلى المركز الأمني ليشتكي من شقيين اعتديا عليه بالضرب دونما وجه حق حتى تأخذ الأجهزة الحكومية له القصاص منهما ، فوجدهما قد سبقاه إلى هناك ؛ بل وجد نفسه تحت الطلب .
و زج به معهما في الحجز ! ثم بعد ساعات استدعاهم رئيس المركز و أبلغهم أن يصطلحوا فيسقطوا الدعاوى و إلا أبقى على سائرهم في الحجز . فاضطر محمد بعد تفكر قصير أن يقبل بطريقة الضابط في حل المشكلة خشية ان يلاقي في الحجز او السجن من الإذلال و الأذى أضعاف ما لاقى ، لكن قبل أن يوقع اتصل بمحام صديق له سائلا إياه إن كان من مخرج فأجابه ألا مخرج لأنها ( هكذا تجري الأمور ؛ هذا هو النظام السائد ) في حالة الشكوى المتبادلة .
و مثل ذلكما الشاب علي إذ تخرج و طال انتظاره أن ينال وظيفة كريمة ، فقيل له أنت مقصر في حق نفسك ، لم لا تفعل ما يفعل الناس و تبحث عن أناس ذوي نفوذ يشفعون لك فتتعين كما فعل أقرانك ؟ فقال : لا و الله ، لا الوث نزاهتي بالاعتداء على حق غيري ممن ينتظر الدور .
فقيل له : ( هذا هو النظام ! هكذا تجري الامور في البلد ) ، أو انتظر دورك حتى تصير كهلا و يتمتع بوظيفتك من عينوا بالواسطات و الشفاعات !
إننا إن تأملنا ما عبر عنه بالنظام لعرفنا أن المقصود هو الانتظام ؛ إذ النظام يفترض أن يمثل الصورة المثالية التي يرجى من ورائها تحقيق كل من العدالة و الكفاءة ، و التي توضع عادة في شكل قوانين و تعليمات مدروسة في الأصل بعناية .
و إنها - أي الأنظمة - برغم ما يعتريها من نقص ناجم عن القصور البشري ؛ إلا أنها لو تطبق بنزاهة و احترافية لحققت مقادير لا يستهان بها منهما . لكن عندما يغيب أحد العاملين ؛ النزاهة و الاحترافية أو كلاهما يبدأ الخلل يتسع ، و الكلال و انعدام الجدوى من الأنظمة يتفاقم ؛ فتهوي إلى الحضيض كفاءة كثير من المنظومات الاجتماعية الحساسة كالأمن و القضاء و التعليم و الاقتصاد و سواهن .
و ما ذلك إلا لأن الانتظام التلقائي في حل المشكلات - على هيئة ما سقنا و في تسيير الأعمال و المشروعات - الناجم عن المزاجية الرعناء أو الكلال المهني يطغى على المشهد ، و يغيب النظام في حالات كثيرة عن الواقع ؛ فلا يعد النظام يغني و لا يسمن من جوع ، بل و يستغل النظام في بعض الحالات الخطيرة في تقنين الفساد المالي و الإداري و في التعمية عنهما .
و لا يعفى ها هنا النظام من المسؤولية بالكامل في هذا التغييب الذي يفرضه عليه الفاسدون و المترهلون ؛ إذ خلوه من بذور التجديد و من أدوات المرونة فتح السبيل للانتظام التلقائي المتطفل أن ينمو على جثته و يتغذى على عصارته دون أغصانه و اوراقه التي لا تخضر و لا تزهر خالية عنها .
إنه لكثرة التكلس التشريعي في بلادنا ، و لغياب الرقابة الشعبية عن حكوماتنا ، و لانعدام الشفافية في أجهزة دولنا ، و لتخلف مجتمعاتنا و غياب الروح الجمعية المسؤولة عن قلوبنا ، و لعقم هيئاتنا الفكرية عن طرح الحلول و البدائل ؛ فإننا لنجد أن الانتظام خنق النظام ، و الظلم قهر العدل ، و الكلال طغى على الكمال ، و العقم جدع انف الإبداع ، فغدا لسان حال الاغلبية الساحقة : ( انج سعد ؛ فقد هلك سعيد ) ، و صار الناس كقطيع من الحملان إذ هجمت عليه الذئاب فتشرذم حملانه كل على وجهه لا يلوي على شيء و لا هم له إلا النجاء و إن بالجري على عماء .
فبصرنا اللهم بما يزيل منا الهم و يرفع عنا الذم ، و تب علينا من التقصير في ردع الظالم و في رد المظالم ، و ارزقنا حسن الاستقامة على امري الدين و الدنيا ؛ إنك ولي ذلك و القادر عليه.
استشهاد مدني بغارات إسرائيلية على دمشق وحماة
تركيا .. تحذيرات من كارثة زلزالية تهدد منشأة غاز بحرية
إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن
تحذير هام لمزارعي العنب في لواء الكورة
نتنياهو يتهم والفحص يكشف إسرائيليين أشعلوا حرائق القدس
في يومها العالمي .. الحكومة تؤكد التزامها بدعم حرية الصحافة والإعلام
53 عامًا سجنًا لقاتل الطفل وديع الفيومي
برنامج جولات الترخيص المتنقل في بلدية برقش
انخفاض أسعار النفط عالميًا مع تزايد المعروض
الذهب يستقر قرب 3264 دولارًا بدعم ضعف الدولار
الحالة الجوية ودرجات الحرارة المتوقعة السبت
عدوان صهيوني كبير على سوريا: أكثر من 18 غارة تهز دمشق ودرعا وحماة
السيتي يتفوق بصعوبة على ولفرهامبتون بهدف وحيد
حسام الشواقفة يمثل العرب دوليًا في مبادرات الاتصالات الرقمية
جلسة حاسمة قريباً قد تطيح بــ 4 رؤساء جامعات
الملك يستجيب لنداء الشاعر براش .. توجيه ملكي
نجاح بني حمد .. رواية لينا عن سنوات المعاناة
بينهم 33 موظفا بالتربية .. إحالة موظفين حكوميين للتقاعد .. أسماء
مسلسل تحت سابع أرض يتسبّب بإقالة 3 مسؤولين سوريين .. ما القصة
المستحقون لقرض الإسكان العسكري .. أسماء
معدل الرواتب الشهري للعاملين في الأردن
تصريح مهم حول إسطوانة الغاز البلاستيكية
أمانة عمان تحيل مدراء ورؤساء أقسام وموظفين للتقاعد .. أسماء
انقطاع الكهرباء غداً من 8.30 صباحاً وحتى 4 عصراً بهذه المناطق
أمطار غزيرة مصحوبة بالبرق والرعد في هذه المناطق .. فيديو
خبر سار لمتقاعدي الضمان بشأن تأجيل اقتطاع أقساط السلف
بيان من عشيرة الشماسين بعد كشف جريمة قتل ابنها
الحكومة تخفض بنزين 90 - 95 15 فلساً .. و10 دول تتمتع بأرخص أسعار البنزين